رأي

عزيز رباح: مغرب الحضارة.. نداء خالص، كلنا مسؤولون من أجل تعزيز دولة الإنسان والتقدم

أفرز الإحصاء الوطني 2024 تحديات كثيرة ومؤشرات خطيرة تحتاج إلى نهضة وطنية قوامها التخطيط الحضاري الاستراتيجي وليس التقني والإخلاص للوطن والوفاء للثوابت بالقلب والعمل المضني الذي لا مكان فيه للكسالى و المترددين مع التعبئة الشاملة من الدولة والمجتمع والحكامة الجيدة التي تحاصر المفترسين والمفسدين.

- أولا: انقلاب الهرم السكاني وارتفاع الشيخوخة: نسبة الأطفال تحت 15 في تناقص !!! مقابل ارتفاع كبار السن فوق 60 سنة !!!.

- ثانيا: بداية دورة الانقراض: انـــخفاظ مــؤشر الخصوبة حيث أن كل امرأة مغربية لها أقل من طفلين وهذا يأتي تحت عتبة تعويض الأجيال. 

- ثالثا: تراجع القوة الإنتاجية: ارتـــفاع معـــدل البطالة إلى 21.3 في المائة سنة 2024 (تقريبا 7 مليون عاطل).

رغم أنني لست مقتنعا بمعدل البطالة لأن الملايين يشتغلون في القطاع غير المهيكل ولا يصرحون بذلك!!! ومن المؤكد أنهم أعلنوا اثناء الإحصاء أنهم عاطلون.. فإن نسبة البطالة تبقى مرتفعة وازدادت عما كان سابقا !!!.

إننا أمام تهديد حقيقي للأمة المغربية وديمومتها وتماسكها الاجتماعي والأمني والتنموي ، وهو التهديد الذي حذر منه الكثيرون منذ عقود عندما حاولوا الوقوف ضد سياسة تحديد النسل والتيارات النسائية المستوحاة من الغرب والسياسات العمومية التي تقدم ماهو مادي اقتصادي على ما هو اجتماعي وعدم الموازنة بينهما.

وحسب رأيي المتواضع فإن ما حققته بلادنا في مجالات البنية التحتية والتأهيل الحضري وما ستقوم به من مشاريع مبرمجة ضمن المخططات قيد التنزيل ومشاريع برنامج الإعداد لكأس العالم، كل ذلك كاف لهذه المرحلة فيما يتعلق بالبعد المادي لنهضة المملكة.

ويجب الأن إطلاق نهضة تنموية لامادية يكون محورها ومفتاحها وهدفها هو الإنسان. وتجعل من أولوياتها ترسيخ القيم والانتماء الوطني والأسرة والشباب والتعليم والصحة والثقافة والتشغيل والعدالة.

إن إطلاق مشروع النهضة الحضارية 2040 سيكون مفتاحا ومحفزا وضامنا لتعزيز دولة الإنسان و التقدم التي خلص إليها تقرير النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة حفظه الله.