صحة وعلوم

الأمراض النادرة تؤثر على ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون ونصف ‬مليون‭ ‬مغربي‭

كفى بريس

أفادت رئيسة الائتلاف المغربي للأمراض النادرة، خديجة موسيار، بأن الأمراض النادرة البالغ عددها حوالي‭ ‬8000‭ ‬مرض والتي تصيب ‬أقل‭ ‬من‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ألفي‭ ‬شخص، ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1.5‭ ‬مليون‭ ‬مغربي‭.

ولمواجهة هذا الوضع الصحي، طالبت موسيار، في مقال لها، بمنح‭ ‬حالة‭ ‬المرض‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬بسرعة‭ ‬لأكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬الأكثر‭ ‬تكلفة؛‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬التغطية‭ ‬المنهجية‭ ‬وسداد‭ ‬تكاليف‭ ‬الرعاية‭ ‬بنسبة‭ ‬100%‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬المرجعية‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وأشارت ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يواجهون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬مشاكل‭ ‬لاقتناء‭ ‬الأدوية‭ ‬رغم‭ ‬توفرها‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بهذه‭ ‬الوضعية‭ ‬القانونية،‭ ‬ولايستطيعون‭ ‬إلا‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬السداد‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬يخول‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دراسة‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬التجديد‭ ‬باستمرار‭ ‬لطلب‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التعويض‭ ‬الاستثنائي‭ ‬مع‭ ‬خطر‭ ‬تعليقه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

وشددت على أن ‬الضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لإنشاء‭ ‬وضع‭ ‬قانوني‭ ‬لـ ‬"الدواء‭ ‬اليتيم"‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬لهذه‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬وصولا‭ ‬أسرع‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقصير‭ ‬الحدود‭ ‬الزمنية‭ ‬لترخيص‭ ‬التسويق؛‭ ‬ويمكن‭ ‬أيضًا‭ ‬إعفاء‭ ‬المختبرات‭ ‬التي‭ ‬تكلفت‭ ‬بتسويق‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الضرائب‭ ‬وضمان‭ ‬التفرد‭ ‬التجاري‭ ‬لها‭ ‬لفترة‭ ‬معينة؛‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬هذه‭ ‬الامتيازات،‭ ‬يمكن‭ ‬للسلطات‭ ‬العمومية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬لتخفيض‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬الأكثر‭ ‬تكلفة‭ ‬(التي‭ ‬يصل‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الدراهم!)‭. ‬والمفارقة‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬المفيدة‭ ‬والغير‭ ‬المكلفة‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬الوقاية،‭ ‬دعت الطبيبة إلى ‬إنشاء‭ ‬فحص‭ ‬منهجي‭ ‬لجميع‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬أمراض‭ ‬نادرة‭ ‬شديدة‭ ‬ذات‭ ‬الأصل‭ ‬الوراثي،‭ ‬و ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬تدخلا‭ ‬سريعا‭ ‬لتفادي‭ ‬مخلفات‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬إعاقة‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها:‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬مرض‭ ‬بيلة‭ ‬الفينيل‭ ‬كيتون،‭ ‬وقصور‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬الخلقي،‭ ‬وتضخم‭ ‬الغدة‭ ‬الكظرية‭ ‬الخلقي،‭ ‬والتليف‭ ‬الكيسي،‭ ‬واعتلال‭ ‬الهيموجلوبين‭.‬

وطالبت بالتشجيع‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬ملف‭ ‬طبي‭ ‬واحد‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬وتشجيع‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬الاستعانة‭ ‬بطبيب‭ ‬الإحالة‭ ‬أو‭ ‬”طبيب‭ ‬الأسرة”‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬مريضه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬مركزية‭ ‬المعلومات‭ ‬وتنسيق‭ ‬الرعاية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬أفضل‭ ‬بالطب‭ ‬السريري‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬4‭ ‬تخصصات‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة:‭ ‬طب‭ ‬الأطفال،‭ ‬والطب‭ ‬الباطني،‭ ‬طب‭ ‬الأعصاب،‭ ‬والأمراض‭ ‬الجلدية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬مرجعية‭ ‬وطنية‭ ‬للخبرات‭ ‬ومراكز‭ ‬الكفاءة‭ ‬للرعاية‭ ‬المقربة‭.‬

كما طالبت بالقيام‭ ‬بحملات‭ ‬توعية‭ ‬وتحسيس‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المواطنين،‭ ‬للتعريف‭ ‬بهذه‭ ‬الأمراض‭ ‬وسبل‭ ‬مكافحتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تحدي‭ ‬تسهيل‭ ‬وصول‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬باللغة‭ ‬التي‭ ‬يتقنها‭. ‬كما‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬تكوين‭ ‬جمعيات‭ ‬مدنية‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬المرضى‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬مرض‭.‬