قضايا

أحمد بابا مسكه..الوعاء الفكري للبوليساريو !!!

محمد بوخزار ( كاتب صحفي)

من المؤكد  أن "جبهة البوليساريو، في الاصل، صناعة موريتانية خالصة، قلبا وقالبا.أسبغ عليها المفكر الراحل، احمد بابا مسكه،غطاء ايديولجيا تحرريا؛ إذ حدث أن تعرف عليه الوالي مصطفى السيد ؛ فأعجب به وهو شاب دون الثلاثين من العمر ، ليصبح فيما بعد أول رئيس للجمهورية الافتراضية؛بدعم وتزكية من " بابا مسكه"  نفسه الذي ألف كتابا عن الحركة الانفصالية، جعل محوره الثائر "الوالي"  لدرجة ان اعتبره مجسدا لروح الشعب الصحراوي؛ وهي التسمية العامة والفضفاضة، التي ربما قصد بها، بابا مسكه، في حينه ،جماعات من سكان الصحراء المترامية ، وما يتحرك بين قبائلها، من شباب حالم؛ انسجاما مع طوباويته ورومانسيته الثورية؛ فقد عرف عن " مسكه" إعجابه بالثورة الثقافية في الصين التي أطلقها" ماوتسي تونغ" نهاية الستينيات من القرن الماضي.

وبابا مسكه، مفكر عميق ومطلع، جمع بين التصوف والماركسية؛ كما أنه  كاتب ذو مسار سياسي زاخر،  ذو مزاج متقلب:  مؤيدا تارة ومعارضا أخرى، لنظام الحكم الفتي في بلاده موريتانيا،التي مثلها في الأمم المتحدة .

سيبتعد الفقيه الثوري،عن البوليساريو، فيما بعد ،خاصة بعد أن شنت الجبهة الانفصالية،الحرب على موريتانيا، بتحريض ودعم مسلح، من الجزائر ( بومدين) التي تولت أمرها.

ومن المفارقات أن" بابا مسكه" منظر الانفصال ؛آمن بالوحدة بين المغرب وموريتانيا؛ وزار الرباط أواخر الخمسينيات مع سياسيين وحدويين، يروى أن الملك المجاهد محمد الخامس استقبل بعضا منهم.

للأسف ، تلك الفترات التاريخية ما زالت ملتبسة، بخلاياها السرية الغامضة؛ لذا يلزم الكشف عن خباياها، لتنجلي الحقائق التاريخية ، وتفضح الأوهام والأباطيل. إنه شغل المؤرخين،على أي حال.