مجتمع وحوداث

بهيجة سيمو: واحات تافيلالت، نماذج لتدبير الموارد المائية عبر التاريخ

كفى بريس (و م ع)
أكدت مديرة الأرشيف الملكي، بهيجة سيمو، السبت بالريصاني (إقليم الرشيدية)، أن واحات جهة تافيلالت شكلت، عبر التاريخ، نماذج لتدبير الموارد المائية.

وقالت سيمو، في مداخلة لها بمناسبة انعقاد جلسة علمية في إطار الدورة الـ27 لجامعة مولاي علي الشريف المنعقدة بالريصاني يومي 22 و23 نونبر، إن جهة تافيلالت تمكنت من تطوير تقنيات وأساليب مهمة مرتبطة بالماء وحققت إنجازات في مجال تدبير الماء والحفاظ عليه وترشيد استخدامه، خاصة في عهد الدولة العلوية.

وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن هذه الدورة لجامعة مولاي علي الشريف اختارت موضوعا يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش والذي يشكل خارطة طريق أساسية لحل إشكالية الماء.

من جانبها، ركزت حسنة كجي، عميدة كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، على الترسانة القانونية التي تتناول موضوع الماء، لا سيما دستور 2011 الذي جعل الحصول على الماء حقا أساسيا والقانون 10.95 الذي يتضمن أحكام قانونية تهدف إلى ترشيد استخدام الماء، وتعميم الحصول عليه.

كما أكدت على الجهود الدولية التي تبذلها المملكة والتزامها الدائم بالحفاظ على الماء والبيئة، لا سيما تنظيم مؤتمر المناخ السابع (كوب 7) وكذا مؤتمر المناخ الـ22 (كوب 22)، اللذين انعقدا على التوالي في مراكش سنتي 2001 و 2016، بالإضافة الى اعتماد الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.

كما دعت كاجي إلى التزام فعال لجميع الأطراف المعنية بهدف ضمان تدبير أفضل للموارد المائية واستكشاف تقنيات مبتكرة من خلال عمل الباحثين، فضلا عن إشراك الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.

وسلط متحدثون آخرون الضوء على الجوانب المختلفة لتدبير الموارد المائية عبر التاريخ، والأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لهذه المادة الحيوية في علاقتها بالإنسان و المكان.

كما دعوا إلى الاستفادة من النصوص القانونية المختلفة للتفكير بشكل أفضل في قضية الماء، لا سيما الوثائق الرسمية والمراجع العربية والدولية، وكذا النصوص الواردة في الجريدة الرسمية للمملكة.

وتجمع الدورة السابعة والعشرون لجامعة مولاي علي الشريف، المنظمة تحت شعار “تدبير الماء في عهد الدولة العلوية الشريفة”، ثلة من الجامعيين والباحثين وعدد من الشخصيات من عالم الثقافة والفكر.

ويندرج هذا الموعد السنوي المهم، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، في إطار جهود الوزارة الرامية إلى دعم برامج التنمية الشاملة والمستدامة، وانخراطها في المبادرات المواطنة.

يذكر أن عمل جامعة مولاي علي الشريف التي كانت قد أحدثت سنة 1989 بتوجيهات من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، يندرج في إطار تعزيز الجهود الأكاديمية الجامعية الرامية إلى إبراز ثراء خزانة التاريخ المغربي المتنوع بالدراسات والبحوث، والإسهام في تقديم وتسليط الضوء على دور الملوك العلويين في تأسيس وتدعيم الدولة المغربية الحديثة.