قضايا

الزواج الصامت

شفيقة الصفريوي

صرنا نسمع مؤخرا بما اصطلح على تسميته بالزواج الصامت.

نحن مجتمع عجيب وغريب يعمّ في أجوائنا بكل مؤسساتها في نفس الوقت صمت وتفاعل كلامي ورمزي .محادثة  وصراع وما إلى ذلك.

لكن الرسائل نادرا ما تمرّ، لعدة أسباب : لم نترب على قول الحقيقة، على الكلمة الحرة، على ثقافة الحوار و الاستماع ومن ثم الشرح و التفسير والبرهنة والاقناع. بالخصوص لما يتعلق الأمر بعلاقة رجل وامرأة مهما كانت العلاقة التي تجمعهما. من ناحية بسبب التربية ثم التنشأة الاجتماعية ككل.

زواج صامت بمعنى منتهي الصلاحية .. اتفاقيا لا قانونيا

صامت ليس بسبب المرأة التي تفضل "الصمت" على الطلاق كما يتم الترويج لذلك، لتظل الصورة النمطية التي الصقتها بها  الذهنية "الذكرية" سارية المفعول. محاكمنا اليوم والاحصائيات خير دليل.

 عبارة "زواج صامت" كاستعارة، لا تؤدي المعنى بما يكفي.

 لنقل الزواج الملغوم وليس الصامت، لانه في الأصل "زواج صامت" أو لنقل "زواج الصم البكم" حيث الحديث موجود لكن الرسائل لا تمرّ والسبب بسيط، فالكل اليوم عبر هذا الفضاء صار مدونا، ان لم نقل صحافيا، ملكة الكتابة تفجرت لدى عدد كبير عقلا او نقلا.  لا يهم، بل هذا شيء جميل، على الأقل ليرشح كلًّ ، كإناء بما فيه. يخلع الستار عن عقليته الذهنية. ما يتبادر للذهن، كيف يفكر السواد الأعظم، كيف يرى نفسه وذلك الاخر الذي يعيش معه تحت سقف واحد، حيث ينبغي لروح أن تسكن لأخرى، فكيف يتسنى لها ذلك حين تحضر العنجهية، ويلغي كل بلغاه ويكرر بل يلوك أفكارا عفنة عافها كما عفى عنها الزمن؛ يجعل  المرأة التي هي الاخت الابنة الزوجة الصديقة الزميلة في العمل محلّ سخرية ونكتة.  للأسف، الهوة عميقة ولا زالت تتسع اكثر فأكثر.

انه " الضيق الاقتصادي" والسياسي ما  يجعل هؤلاء ينطقون جهلا. الضيق الاقتصادي الذي يحوّل علاقة زواج هي في الأصل بلا أساس، الى حقل ملغوم؛ المرأة كبنية تحتية تحكمها رأسمالية متوحشة، مزدوجة يقف الزوج بينها موقف ( السيد / العبد)  يسلبه النظام السياسي انسانيته، ليتعدى هو بالتالي على إنسانيتها حتى يسترد هويته المزيفة. كنظرية أبدعها المفكّر والفيلسوف والاقتصادي والمناضل والسياسي وواحد بين الاباء المؤسسين لعلم الاجتماع، "كارل ماركس" في تحليله للمجتمعات الرأسمالية.

انها الفواتير والأقساط البنكية المشتركة بينهما (المرأة والرجل) التي يجب أن تسدد في وقتها. كما يقول المثل العامي: الفران سبق الجامع والجامع لا يدخله مسلم او متأسلم على جنابة.

هذا بالنسبة للمرأة العاملة اما بالنسبة لغير العاملة، فالنفقة تجيز الطاعة ولا تبطلها، وبذلك يظل الزواج، المتحدث الرسمي باسم(النكاح) سائر المفعول وفي كل الاحوال.