“الثلث الخالي” هو تجسيد حي و بليغ في هذا الاتجاه. ينقل كاميرته إلى مساحات غير مألوفة في جنوب المغرب مع لقطات تتجاوز الواقع الفوري نحو أبعاد مأساوية وملحمية. إنها ولادة نوع جديد، “السوترن” الرديف المغربي للوسترن الامريكي !
بهذا يقوم بنسعيدي بتصوير فضاءات مشفرة من خلال الإنتاجات الاجنبية؛ يعيد زيارة أماكن موسومة سينمائياً برؤية لاتخلو من نفحة استشراقية وما تحمله من التصورات النمطية؛ تصورات لفضاءات طبيعية واسعة مفتوحة على المغامرة.
أحدث فيلم شاهدته من هذا الصنف هو “المغفور له” لجون مايكل ماكدوناف (2021). مع “الثلث الخالي” تحضر نظرة متجددة.
هناك حق جديد لحضور هذه الفضاءات على الشاشات من خلال تسليط الضوء على حقيقة مهمة: إنه فضاء اجتماعي بامتياز؛ الإيماءات، القصص، الدراما متجذرة في بيئة مادية واجتماعية (عمال مناجم تيمحديت في الجزء الأول من الفيلم).
الثلث الخالي إنه شكل من أشكال التحرر من النظرة السينمائية الاستعمارية؛ إعادة تملك للفضاء في إطار ممارسة للسيادة…البصرية.”