ويضم هذا الديوان الشعري وهو من الحجم الصغير، والصادر باللغة العربية الفصحى عن “مطبعة وراقة بلال فاس”، حوالي 34 قصيدة شعرية موزعة على حوالي 161 صفحة.
وخلال هذا اللقاء المنظم بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل(قطاع الثقافة) بجهة فاس مكناس، أكد الباحث عبد العزيز فيلالي أبو، في قراءة للديوان الشعري، أن هذا العمل وهو باكورة أعمال الشاعر، يتميز بمعمارية قصائده وبلاغة صوره، ومتانة تراكيبه، وفصاحة لغته، وصدق تجربة صاحبه، وواقعية تعابيره، وكذا شفافية معجمه وغنائية مضامينه وموسيقية قوافيه.
وأضاف أن هذا العمل الشعري الإبداعي يعتبر تجربة غنية لشاعر مرهف الإحساس، يصغي لدواخله في صمت عميق، فيخرج ما يختلج دواخله من عواطف جياشة وما يعتمل أعماقه من آلام دفينة وآمال متطلعة، فيعبر عن ذلك كله شعرا، حيث يشكل الشعر بالنسبة إليه أداة يسخرها للإعراب عن هذه المكنونات التي تتزاحم في ذهنه تنتظر التدفق إلى خارج الذات، مرتدية أثواب القصيدة ومتحلية بأجواء الشعر ومتزينة بدلالات الكلمات المعبرة.
من جهته، اعتبر رئيس جمعية حروف الميزان للزجل بفاس، رشيد علوي مدغري، أن هذا الديوان الشعري يشكل تجربة شعرية أولى فريدة ومتميزة للشاعر الذي ذاع صيته داخل وخارج المغرب، في عمل إبداعي سيغني المشهد الإبداعي الشعري.
وأشار إلى أن هذا الحفل الشعري يعد انطلاقة للأنشطة الثقافية والأدبية للجمعية، الغاية منه جمع شمل رواد الحرف الهادف والبناء.
ومن جانبه، أكد الشاعر إدريس لحمر في مداخلة له، على أن هذا الديوان يمثل خلاصة تجربة دامت لسنوات، استهله بالتلقائية والانفتاح وانتهى بالصبر عن المعاناة، وهو يضم مجموعة شعرية جاءت على شكل قصائد نثرية أو أنثار شعرية فيها تكثيف لغوي وسلاسة في الألفاظ والتراكيب، تتميز بأسلوبها السهل الممتنع، وبعذوبتها وتحمل بنكهتها الكثير من البلاغة في التعبير.
وتابع على أن كل قصيدة من قصائد الديوان الشعري لا تشبه الأخرى لكنها تشبه شاعرها أو كاتبها، وهي تحمل الكثير من صدى البوح المعاصر ينفذ من خلالها إلى كل مناحي الحياة: الحب، الحرمان، النصح، الوطن، الطبيعة، الصبر، ..
وحول مسيرته الإبداعية، أضاف أنه بدأ مبكرا منذ الصبا، وشارك في العديد من الفعاليات الأدبية منذ سبعينيات القرن الماضي، فضلا عن أنه يجمع مواهب كثيرة وظفها في كتابة الشعر والشعر الغنائي والزجل والقصة القصيرة والكتابة المسرحية والصحافة والغناء.