قضايا

المناصب الوزارية بالمغرب لم تعد تغري النخب القوية والمتمكنة

عبد الله الترابي ( إعلامي)

منذ أكثر من سنة ونحن نسمع عن تعديل حكومي، و أظنه الآن قد صار وشيكا، غير أني كنت أجيب كل من كان يحدثني عن هذا التعديل بسؤال " pourquoi faire?!"… هل هناك شي ميسي أو رونالدو موجود في الأحزاب ونحن لانعرفه ؟

وضعية النخب الحزبية في المغرب يعرفها القاصي والداني، فباستثناء قلة قليلة من الأفراد المتميزين، ليس هناك حاليا غير الأعيان موالين الشكارة  والبروفيلات الانتهازية المتعلقة بأهداب رؤساء الأحزاب وزعمائها، طمعا في مناصب لا تتناسب مع إمكانياتها وكفاءتها الحقيقية.

المشكل حاليا، هو أن المناصب الوزارية أصبحت لا تغري النخب القوية والمتمكنة، وذلك لعدة أسباب : "صداع الراس" حيث أن كل صغيرة وكبيرة يقوم بها الوزير تكون موضع محاسبة و لوم و ضجة داخل الرأي العام، بينما في المؤسسات العمومية الكبرى أو القطاع الخاص فالأمر أهون والأجور والتعويضات أكبر وأدسم، كما أن ليست لهؤلاء النخب أية رغبة للمرور عبر بوابة الأحزاب، لأسباب طبيعية ومسوغة.

لهذا فأنا أعرف شخصيا، أناسا رفضوا بلباقة إسناد مهمة وزارية لهم، وأعرف أخرين داخل الحكومة يودون الخروج منها، للتفرغ لمشاريعهم أوللمرور لمرحلة أخرى من حياتهم المهنية والسياسية. إضافة لهذا، فأغلب الوزارات، وقد يبدو ذلك غريبا، لكن ذلك هو الواقع، ليست لها سلطة حقيقية وقدرتها على التغيير هشة جدا، لضعف الموارد البشرية والمادية، بينما السلطة الحقيقية داخل الحكومة هي بيد رئيسها وبعض الوزارات التي تكاد تشتغل بشكل مستقل بذاتها، وكأنها حكومات مصغرة.

لهذا، فنجد أغلب الوزراء يكتفون بالهيلمان وهرولة  الحاشية أمامهم وخلفهم و بعض المظاهر البروتوكولية المرتبطة بوظيفتهم، والتي تنتهي بمجرد خروجهم من باب الوزارة. لهذا، فنحن أمام مأزق كبير لانتاج النخب التي تسير الشأن العام، وفي حاجة لنموذج مؤسساتي وسياسي جديد، حتى لا يصبح الشأن العام ومصالح  المغاربة  بيد نخب سياسية رديئة، أو مايعرف ب"la Kakistocratie », أي سلطة الاسوء و غير الكفء.

وأخيرا، كما يقول ابن عربي " من طلب السلطنة على الخلق، ملأ الله قلبه شغلا"!!