صور معبرة جدا صادفتها اليوم صباحا ترافق خبرا عن العرض ماقبل الاول لفيلم اسمه البطل لمخرجه عمر لطفي، نعم كما سمعتم المخرج عمر لطفي، فهكذا تحول من ممثل الى مخرج في رمشة عين، وما أسهل الإخراج هذه الأيام فقط تعلم كيف تصيح أكسيووون كوبببي وها أنت مخرج سينمائي جديد تستقبلك بالحضن جمعية قدماء الممثلين أولئك الذين تحولوا بقدرة قادر الى مخرجين جدد وهم في أغلبهم فاشلين في تمثيلهم كما في اخراجهم، فهذا الممثل القديم والمخرج الجديد عمر لطفي لم يقنعني يوما بتمثيله فكيف سيقنعني بإخراجه، ففاقد الشيء لن يعطيه، بالمقابل تعتبر زوجته الفنانة فرح الفاسي من أجمل وأقوى الممثلات لدينا ومن أكثرهن موهبة، وهذا ليس تغزلا فيها بقدرما هو تغزل في موهبتها، وهي تستحق فعلا أن يُتغزل في تشخيصها المتقن في الكثير من الاعمال، وأتعجب من عدم استفادة و تعلم عمر لطفي من موهبة زوجته كل هذه السنين.
أعود الى الصورة وأقول إنها معبرة وتستحق قراءة سيميائية حقيقية لأنها ترسم لنا ولو بالصدفة ملامح الواقع السينمائي المغربي، في مقدمة الصورة مجموعة من الوجوه الفنية المستهلكة حد الثمالة فأينما وليت وجهك وجدتهم أمامك، وقد أصبحوا عنوانا عريضا للأفلام الهزلية المبتذلة، الحدث في الصورة عرض فيلم جديد لمخرج جديد باحتفالية هزلية حولت معها القاعة السينمائية الى قاعة أفراح، وسُحقت فيها هيبة السينما بافتتاح فولكلوري بئيس وكأنك في افتتاح معرض لتربية المواشي في أحد الدواوير، الحدث والوجوه يتقدمون الصورة ويكتسحونها وخلفهم وجه يطل عليهم بخجل ويبتسم بسخرية، وهو وجه فوزي بنسعيدي الذي يعتبر وجها من وجوه السينما الجادة والحقيقية في بلادنا، وواحدا ممن يؤمنون بمشروع سينمائي إبداعي حقيقي، وهكذا هي السينما ببلادنا في السنوات الأخيرة فقد أصبحت الأفلام الهزلية التافهة تغزوا المجال وتتقدم على حساب أفلام حقيقية ومشاريع جادة همشت عن قصد، أنا لم أشاهد الفيلم ولن أتحدث عنه رغم ان اصدقاء لي حضروا عرضه ولم يستثنوه من الموضة الهزلية التافهة التي تعرفها سينمانا هذه الايام، وهذا لايهمني صراحة مادام قد أنتج بمال خاص، إذ يحق لصاحبه ان يستثمر في هذا الهراء السينمائي كما يحق له ان يستثمر في مشاريع تدجين البهائم، فكلها مشاريع ربحية ذات رائحة. كل ما يهمني هنا هو زيادة فقدان الأمل ومعه الأمان والسلم السينمائي في بلادنا، وأخشى ما أخشاه ان يكون هذا الزحف الهرائي حتى لا أقول كلمة أخرى سياسة سينمائية تتبناها الدولة وتشجعها.