فن وإعلام

عندما يكون مدير الإنتاج محفزا للإبداع

عبد الإله الحمدوشي ( كاتب)

 والحديث هنا عن المخرج عبد الرحمان التازي لما كان مديرا للإنتاج في القناة الثانية أيام المرحوم نور الدين السايل ، كنت قد قدمت إلى حدود سنة 2004، سلسلة من الأفلام البوليسية مع المخرج حسن غنجة من بينها الحوت الأعمى والفراشة السوداء والقديسة جانجاه والذبابة البيضاء في جزئين وفيلم سعيدة مع المخرج عبد المجيد الرشيش .أتذكر أن التازي مدير الإنتاج استدعاني إلى مكتبه وقال لي بالحرف "أنت تكتب جيدا وبسرعة " ثم وضعني أمام تحد مثير .حكى لي أنه كان قد حضر عرس أحد الأصدقاء وكانت العروس تدرس في كندا وبعد العرس وهي عائدة إلى كندا لتتمم دراستها وجدت في شرائط فيديو العرس التي كانت ستحملها معها إلى كندا صفائح من الحشيش .لحسن حظها وهي ابنة عائلة محترمة أن تفقدت أمتعتها قبل السفر. قال لي الأستاذ التازي مبتسما بتحدي "أنت الذي تكتب الأفلام البوليسية هاهو حدث واقعي فهل تستطيع أن تستوحي منه موضوع فيلم بوليسي ؟ كانت هذه هي شرارة الإلهام بالنسبة لي  لكتاية سيناريو هذا الفيلم الذي لقي نجاحا كبيرا في حينه ولحد الآن .كان من المفروض أن يقوم بإخراجه التازي ولكن مهامه كمدير للإنتاج في دوزيم حالت دون ذلك وأسند الإخراج لمخرج شاب حينذاك هو محمد الكغاط . الخلاصة هي لما نضع ابن المهنة مديرا على الإنتاج فإنه يشجع على الإبداع ويعتبر نجاح ما يقدمه بمثابة نجاحه الشخصي،  بعد ذهاب التازي ونور الدين السايل من القناة رفضت كل المشاريع التي كنت أقدمها برغم أن بعضها كان مقبولا من طرف الإدارة ......