مجتمع وحوداث

الدخول الجامعي 2024-2025: أربعة أسئلة لرئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء

كفى بريس (و م ع)
يتسم الدخول الجامعي 2024-2025 بمجموعة من المستجدات والإصلاحات التي تتوخى تجويد عرض التكوين، وتعزيز دور الرقمنة في تطوير التعليم العالي، وإبراز أهمية البحث العلمي والابتكار في التنمية الجهوية ومواكبة النمو الاقتصادي.

وفي هذا الصدد، يستعرض رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الحسين أزدوك، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز التدابير المتخذة لإنجاح هذا الدخول الجامعي، في سياق الدينامية الجديدة التي يشهدها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.

1 – ما هي أبرز مستجدات الدخول الجامعي 2025-2024 على مستوى جامعة الحسن الثاني؟

// اتسم الدخول الجامعي 2024-2025 بطابع التميز على مستوى جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كما هو الشأن على الصعيد الوطني، بفضل تعميم وتنزيل مكونات الإصلاح على نطاق واسع، وتفعيل كل آليات وبرامج المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في جميع المؤسسات التابعة للجامعة، بما فيها المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود.

كما تميز الدخول الجامعي بإعطاء الانطلاقة الرسمية لمركز تميز جديد وإضافي بكلية العلوم ابن مسيك، يهم الذكاء الاصطناعي، وبرمجة مسارات جديدة للتميز بمراكز التميز التي أحدثت خلال السنة الفارطة، على غرار مسار جديد يتعلق بالمالية والمحاسبة من خلال شراكة متميزة مع مجموعة البنك الدولي.

وتميزت السنة، كذلك، بتدشين وإعطاء الانطلاقة للمركز الأكاديمي “Code 212” بالمدرسة الوطنية العليا للفن والتصميم، بهدف تعزيز القدرات والمهارات الرقمية للطلبة، وتسهيل اندماجهم في سوق الشغل، وذلك في إطار شراكات مع مؤسسات وشركاء مرموقين مثل “هواوي” و”سيسكو” و”أوراكل”.

ويستهدف هذا المركز التميز، الذي يعد فضاء مفتوحا لجميع الطلبة بغض النظر عن مستواهم الدراسي أو اختصاص تكوينهم، تلقين الطالب مهارات جديدة وكفاءات مزدوجة في مجال المعلوميات، يتم إدراجها ضمن ملحق للدبلوم الذي سيتم تسليمه لكل طالب، مما يساهم في الرفع من قيمة شهادته الجامعية وبلورة كفاءاته.

وفي السياق ذاته، أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، يوم خامس شتنبر الجاري، على تدشين 3 مراكز للتميز خلال زيارته التفقدية لمواكبة سير عملية التسجيل والدخول الجامعي. وبذلك، أضحت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء تتوفر اليوم على 10 مراكز للتميز تضم 16 مسارا للتميز في تخصصات متعددة ومتميزة.

من بين مستجدات الدخول الجامعي الحالي، أيضا، حصول جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مؤخرا، على مرتبة خولتها دخول قائمة “أفضل 1000 جامعة” على المستوى الدولي، وفقا لتصنيف شنغهاي العالمي للجامعات 2024 .

كما تستعد الجامعة، التي تأسست في سنة 1975، للاحتفال خلال السنة المقبلة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة الأكاديمية والبحثية والطلابية طيلة سنة 2025.

2 – ما هي مميزات العرض البيداغوجي الذي توفره الجامعة، ومدى مواكبته للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 2030؟

// خلال الموسم الجامعي الحالي، وفرت جامعة الحسن الثاني عرضا بيداغوجيا مهما ومتنوعا في إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي، يضم ما يقارب 500 من المسالك ما بين التكوين الأساسي والمستمر، ويعرف مراجعة العرض الأكاديمي والبيداغوجي الجامعي على جميع الأصعدة بما في ذلك نظام الإجازة للسنة المنصرمة والماجستير لهذه السنة، فضلا عن تجديد جميع دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية بالنسبة لجميع الشهادات الجامعية.

وتتوزع برامج التكوين بين ما هو أساسي وما يهم مراكز التميز، وبين ما يندرج في إطار اتفاقيات أبرمتها جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء مع عدد من القطاعات الحكومية، بهدف الرفع من عدد الطلبة وتجويد هذه التكوينات، للمساهمة في تكوين وإعداد خريجين ذوي كفاءات.

ويتعلق الأمر، على الخصوص، ببرنامج تكوين وتأهيل الكفاءات الخاصة بمجال الرقمنة، للاستجابة لحاجيات وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وبرامج لتكوين الأطباء في الطب العام والمتخصص والصيادلة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومجموعة من التكوينات في مجال العمل الاجتماعي بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وبرامج التكوين للأطر التربوية استجابة لحاجيات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

من جهة أخرى، تعمل جامعة الحسن الثاني كذلك على تجديد العرض البيداغوجي وبرامج التكوين المستمر لفائدة عدد من الشركاء السوسيو-اقتصاديين، ممن يرغبون في تعزيز وتطوير مهاراتهم المهنية وكفاءاتهم التقنية لضمان استمرارية ملاءمتها لسوق الشغل.

3 – كيف مرت عملية تسجيل الطلبة بمختلف الكليات والمؤسسات التابعة للجامعة برسم الموسم الجامعي الحالي؟

// من أجل إنجاح عملية تسجيل الطلبة بمختلف المؤسسات الجامعية، سواء ذات الاستقطاب المفتوح أو المحدود، تجندت الأطر التابعة للجامعة والمؤسسات التابعة لها وفق سلسلة منتظمة، حيث تم التخلي عن نمط التسجيل التقليدي بالاعتماد على رقمنة جل المراحل التي يحتاجها الطالب لإتمام هذه العملية.

وتتجلى هذه الرقمنة أولا في تطبيق جديد “MyMoroccanUniv” ، وهو منصة مندمجة للتواصل لدى الجامعة تستهدف تعزيز قدرات الطلبة وتمكينهم من مواجهة التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي.

ويتيح هذا التطبيق للطلبة البقاء على تواصل دائم مع المؤسسة من حيث الحصول على الشهادات وكشف النقاط والتسجيل في التغطية الصحية AMO، بالإضافة إلى تسهيل عملية تتبع البرامج والأنشطة المنظمة ومتابعة الدروس عن بعد، والتوصل بجميع المعلومات والوثائق الخاصة بمساره الدراسي والجامعي.

كما أن الجديد هذه السنة، هو أن الطالب في آخر مرحلة للتسجيل يتوصل بشريحة إلكترونية للإنترنت مع تطبيق خاص ورمز يمكنه من الولوج بصفة مباشرة إلى المنصات والمسطحات الرقمية للدروس من خلال البوابة الإلكترونية للجامعة، خاصة منها وحدات التعلم الأفقية والعرضية والتي ترتكز في جلها على التعليم عن بعد.

4 – ما هي التدابير التي اتخذتها الجامعة لتمكين الطلبة من المناهج والمهارات الكفيلة بإنجاح اندماجهم في سوق الشغل ومساعدتهم على تطوير مسارهم المهني مستقبلا؟

// اتخذت جامعة الحسن الثاني مجموعة من التدابير الرامية إلى تحسين اندماج الطلبة، المسجلين والخريجين على حد سواء، في سوق الشغل ومساعدتهم على تطوير مسارهم المهني عن طريق تحسين البرامج الدراسية الموازية، وذلك بتكييف وتحديث برامجها لتتوافق مع متطلبات سوق الشغل عن طريق مجموعة من التكوينات التي تساهم في تدريب الخريجين على تطوير المهارات الشخصية اللازمة لتسريع إدماجهم.

وفي هذا السياق، أنشأ مركز الإدماج وريادة الأعمال بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي يوفر للطلبة برامج مكثفة طيلة السنة، سلسلة من المشاريع بشراكات مع هيئات ومؤسسات وطنية ودولية لتقريب الشباب من سوق العمل، وتمكينهم من الاستفادة من فرص للشغل ومن عروض التكوين أو التوظيف التي تقدمها الشركات، من خلال الوكالة الجامعية لإنعاش الشغل وتطوير الكفاءات، التي تم إحداثها بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل.

كما أبرمت جامعة الحسن الثاني شراكة مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية التي ساهمت في إحداث مركز التوظيف الفرنكفوني، الذي افتتح السنة الفارطة، بهدف دعم وتتبع مسار الطلبة، فضلا عن برمجة قافلة في هذا الصدد، بتعاون مع كل من الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والوكالة الجامعية للفرنكوفونية.

من جهة أخرى، تعمل جامعة الحسن الثاني على تشجيع روح المبادرة لدى الطلبة كذلك عن طريق مجموعة من الحاضنات التي تم إحداثها، بالإضافة إلى مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا الذي يعمل مع مركز الإدماج وريادة الأعمال بمكوناته، على مواكبة الطالب في مرحلته الأخيرة التي يحتاج خلالها إلى حاضنة لمشروعه الاقتصادي، إلى غاية بلوغه مرحلة النضج.

إضافة إلى ذلك، عملت جامعة الحسن الثاني على مأسسة الحياة الجامعية وتقديم برنامج سنوي للأنشطة الموازية الثقافية والرياضية والفنية لفائدة الطلبة، والذي ستعمل على تنزيله كل المؤسسات التابعة لها، بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به هذه الأنشطة في الرفع من قدرات الطلبة وكفاءاتهم الشخصية والذاتية، وبالتالي إنجاح مشروعهم المهني.

وتندرج كل هذه المبادرات ضمن استراتيجية مسطرة لمشروع تطوير جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، توافقا مع المخطط الوطني لإصلاح وتسريع تحول منظومة التعليم العالي كما تم الإشارة إليه سابقا، ومع احتياجات سوق الشغل الراهنة والمستقبلية، وتكريسا لدور الجامعة كشريك فعال في تزويد هذه السوق بالكفاءات اللازمة، والمساهمة في إنعاش وتطوير الاقتصاد الوطني ككل.