تبدأ الرواية بسرد طفولة زياد ومحيطه ومجتمعه الذي يعيش فيه وهجوم البوليزاريو على أسا وكذلك تأثره الواضح بجده محمد فاظل في فصل سماه أطياف الطفولة.
في الرواية يشتم القارئ عبق تاريخي تليد ينم عن قراءات ذكية لمراجع تاريخية متعددة يمررها الكاتب بطرق احترافية بمفارقاتها وتناقضاتها اللا منتهية ويشرح من خلالها واقع الامس واليوم .
إنها غوص في بحر مجتمع وتناول تشخيصي واف له ولحمولته الثقافية من عادات وأصول وطبقات وأماكن ثم لا يلبث أن يعرج على الأحداث الدامغة التي وسمته كحرب الصحراء التي أتت على الاخضر واليابس واكتوى بنارها من اكتوى إلى يومنا هذا.
في الجزء الثاني من الرواية ينطلق زياد في رحلة جديدة بدخوله إحدى الفصائل الاسلامية وهي الرحلة التي امتدت عشر سنوات خاضها خانعا خاضعا ينخرط في كثير من أنشطتها دون أن يستشار ويساق الى لقاءتها دون سابق إعلان تحت مبرر" استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
في خضم الروية لا ينسى زياد أن يسرد على لسان صديقه علون أحداث اسا وما تلاها اواخر الثمانينات واصفا إياها بعصيان كبير بعدما نال المنطقة من تهميش غير أن الامر لم يكن سوى حدث عابر يرى زياد مثل سحب كبيرة عبرت سماء اسا المنسية.
تعرف مسيرة الجماعة/ الفصيل الاسلامي أحداثا ومضايقات ويزج ببعض عناصرها في السجن اواخر الثمانينات فيخبو بريقها.
تنتهي الرواية بما أسماه الكاتب "خارج الجماعة، فوق اديم الصحراء 1996". في عشر صفحات ويعتبر سنة 1996 سنة تجديد الايمان بالحياة بعد أن قضى زياد عشر سنوات في كنف الجماعة. وإن كان لا ينكر على الجماعة كونها سلمية ومسالمة إلا أنه وجد ان الله يكره الواسطة إليه. وأن على المرء أن يتعرف على الله بنفسه وروحه لا بشيخه. هذا التجديد تزامن مع عودته إلى مسقط رأسه.
و كما يورد "مقولة الطلح ما يصد مڴافى" في الورقة الأولى من الرواية لا ينسى أن يعيد ذات العبارة في الختام مضيفا "ولدك الى استڴبل لا تردو وإلى كافى لا تعدو ....وأن (الطلح) شجر مؤمن مبارك .لا يخطئ الڴبلة –القبلة- .يسبح بحمد الله مثل سائر الكائنات .غير أنه متوجه دوما نحو القبلة. لن تجد شجرة طلح واحدة تتجه عكس هذا الاتجاه".