وأوضح حمضي في تسجيل صوتي توصلت به "كفى بريس"، أن ظهور الفيروس ليس مفاجئًا نظرًا لانتشاره المتزايد في البلدان الإفريقية، مؤكدًا أن المغرب ليس بمنأى عن هذا الوضع بفضل روابطه القوية مع دول القارة.
و أكد الخبير أن اكتشاف الحالة الأولى يعتبر دليلاً على فعالية بروتوكول الرصد والمراقبة، موضحًا أن الهدف الرئيسي هو الكشف المبكر عن الحالات المستوردة وتقليل فرص الانتقال المحلي للفيروس.
وعن مدى خطورة الوضع، أكد حمضي أنه لا يوجد داعٍ للقلق في الوقت الحالي، لكن يتطلب الأمر اليقظة واتباع الإجراءات الوقائية الموصى بها، مشددا على ضرورة التزام المواطنين بتدابير النظافة المعتادة وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مشابهة لأعراض جدري القردة.
وقال : "أولاً في تسجيل الحالات، هنالك الحالة الوافدة، أي التي يتم اكتشافها بعد دخولها إلى المغرب. وهناك مستوى ثاني، ويتعلق بإمكانية تسجيل حالة محلية لكنها مرتبطة بالحالة الوافدة. أما المستوى الثالث، هو ما يطلق عليه الانتشار المحلي، أي أن الأشخاص يقطنون بالمغرب وليس لهم اتصال بشخص قادم من خارج المغرب".
ويمكن القول، حسب المتحدث ذاته، إن "المغرب يتمركز بالمستوى الأول أي حالة وافدة من خارج المغرب".
وبالنسبة للمٌخالطين للحالة التي تم تسجيلها في المغرب، كشف الدكتور أنهم "تحت المراقبة الصحية من أجل إجراء الفحوصات الطبية"، موردا : "عند تسجيل حالة إصابة بجدري القردة، طبياً يتم عزل المريض لمدة 21 يوما، لأنه بعد هذه المدة الأعراض تختفي منها أيضا الجلدية، ولا يصبح شخصا معديا.
ويتم التكفل بالمصاب مهما كانت فئته العمرية، وعلى المريض شرب الكثير من الماء، من أجل التئام الطفح الجلدي بشكل سريع،
وفي حالة المخالطين قال: "من الناحية الطبية يتم تتبع حالتهم وإجراء الفحوصات الطبية، كما يمكن تلقيحهم، رغم أننا نعرف عدم وجود لقاح خاص أو دواء محدد لجدري القردة، إلا أننا يمكن اللجوء إلى لقاح الجيل الثالث التي تعد مهمة ولديها اثار جانبية قليلة، وهي موجهة إلى الجدري الانساني الذي تم القضاء عليه منذ 40 سنة".
وتابع في السياق ذاته أنه "هذه اللقحات لا تعطى لجميع المرضى. نعطيها فقط للمخالطين الذين يمكنهم أن يصابوا بجدري القردة. مثلا للإنسان الذي يعيش مع المصاب، أو إنسان كان له لقاء حميمي مع المريض أو مهني صحي، أو شخص تبادل أشياؤه مع المصاب، والتطعيم يكون بهدف تنقيص الإصابة وتخفيفها".
وجاء في تسجيل الباحث: "المواطنون يتساءلون بخصوص الإجراءات التي سيتم اتخاذها في البلاد. نعرف أنه فيروس لا ينتقل بسرعة بين البشر، لكن القلق العالمي هو سبب الاستفسار عن انتقال الفيروس بسرعة، خارج الدول الإفريقية الـ11 التي يسجل بها".
واسترسل قائلا: "الخبراء يستبعدون تطور الفيروس أو تغيره. ربما الأمر يتعلق بلقاءات حميمة من دول مختلفة، وفي انتظار تكسير سلسلة العدوى خلال الأشهر المقبلة، علينا الحفاظ على التباعد، وغسل اليدين والنظافة، وعدم اقتسام الأشياء الشخصية، ثم اليقظة".
ونصح المتحدث ذاته "المواطن عند الشعور بآلام الرأس المفاصل، الحمى/ طفح جلدي أن يستشير الطبيب. اليقظة ستساعدنا على تكسير سلسلة العدوى واكتشاف الحالات مبكرا، كما حصل حاليا مع أول حالة وافدة. حاليا ليس هنالك أي تشديد في الاجراءات من الناحية العلمية، علينا الحذر لتحصين انفسنا وبلدنا من جردي القردة".