تواصل مدينة مراكش ذات الحمولة الرمزية بتاريخها العريق وعبقريتها، توهجها في القرن ال21 برفع تحدي الاستدامة. فالمدينة الحمراء التي صمدت في وجه اختبارات جيو- سياسية واقتصادية وبيئية، استطاعت التأقلم مع مرور السنين لتصبح نموذجا للتدبير المستدام.
وفي إطار هذا الجهد المتواصل من أجل مدينة مستدامة، تضطلع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش (راديما) بدور محوري، وفق بلاغ لهذه الأخيرة.
وأضاف المصدر ذاته أنه في صلب دينامية التنمية المسؤولة تلتزم مراكش بابتكار وتحديث بنياتها التحتية وخدماتها العمومية بتعاون مع الفاعلين العموميين والخواص، مشيرا إلى أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وبشكل خاص، تقوم بإنجاز العديد من المشاريع الرامية إلى دمج تدبير الموارد المائية والنهوض بالنجاعة الطاقية وتوفير فرص للاستثمار بجهة مراكش آسفي.
++ مراكش: نموذج ملموس لتدبير مندمج للموارد المائية
وذكرت الوكالة أن التدبير المسؤول للمياه يعد رئيسيا بالنسبة لمراكش وخاصة في ظل السياق الحالي المتسم بالتغيرات المناخية، مشيرة إلى أن المدينة استثمرت بشكل كبير في الاستخدام المستدام والمتجدد للموارد المائية من أجل سقي الفضاءات الخضراء من خلال تعبئة حوالي 24 مليون متر مكعب من المياه كل سنة.
وأبرز البلاغ أن هذا النهج مكن من الاستجابة للحاجيات في مجال المياه بالنسبة لمركبات رياضة الغولف وممر النخيل بمراكش الذي يعد موقعا مصنفا كتراث عالمي لليونسكو. وزيادة على ذلك يتم سقي 26 فضاء حضريا أخضر على مساحة 228 هكتارا بفضل المياه التي تتم إعادة معالجتها انطلاقا من محطة تصفية المياه العادمة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سنة 2008.
وبالموازاة مع ذلك، تتمتع مراكش بخبرة كبيرة في مجال تدبير البنيات التحتية المائية بكفاءة تصل إلى 73 في المائة واحتياطي مستقل ل21 ساعة.
++محطة معالجة المياه العادمة بمراكش: نموذج لآلية التنمية النظيفة
وأوضحت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء أن تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة يعد أولوية بالنسبة لمراكش، كما أن محطة معالجة المياه العادمة بمراكش معترف بها من قبل سكرتارية المناخ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة كمشروع نموذجي للتنمية النظيفة. وتقوم بتفعيل حلول مستدامة من قبيل التجفيف الشمسي لحمأة الصرف الصحي والذي يستخدم الطاقة الشمسية لضمان الاستقلال الحراري للوحدة.
وأضافت أنه بفضل هذه الجهود ساهمت محطة معالجة المياه العادمة بمراكش في تجنب ما يعادل أزيد من 62 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون.
++ الشبكة الذكية: الاستدامة والنجاعة الطاقية للشبكة الكهربائية بمراكش
وأشار المصدر ذاته إلى أنه في ظل عالم قائم على النجاعة الطاقية والاستدامة، عملت مراكش على تحديث شبكتها الكهربائية بتوظيف “شبكة ذكية”، لافتا إلى أن هذا الانتقال يروم تحسين جودة الخدمات بالتقليص من الفاقد من الطاقة وتسهيل إدماج الطاقات المتجددة.
ويتمثل الهدف في إنشاء شبكة كهرباء أكثر نجاعة وصديقة للبيئة قادرة على تحسين إمدادات الطاقة ومراقبة احتياجات الزبناء من المياه والكهرباء عن كثب.