مجتمع وحوداث

منتدى وكالة بيت مال القدس.. حل معضلة التنمية يستدعي فهم التحولات العميقة بالمدينة المقدسة

كفى بريس (و م ع)

أكد المشاركون في منتدى الأيام الحرة في نسخته الأولى الذي نظمته وكالة بيت مال القدس، الثلاثاء برام الله، أن حل معضلة التنمية في القدس لا يقتصر فقط على تدبير الموارد المالية وتعبئة الاعتمادات لتمويل المشاريع ، بل يستعدي فهم التحولات العميقة التي تشهدها المدينة المقدسة والمنطقة برمتها ، على أكثر من صعيد ، والعمل على تعزيز منسوب الثقة لدى الممولين والمانحين .

وأبرز المشاركون في ختام المنتدى الذي نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف بتعاون مع جامعة القدس حول موضوع ” القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في القدس : رهانات الواقع وشروط التنمية “، أن المؤشرات المُسجلة للحالة الاقتصادية والاجتماعية العامة في القدس تُنذر بالخطر المُحدق بكافة فئات المجتمع المقدسي، التي لم تعد تحس بالأمان جراء حالة المراوحة السياسية والأوضاع الأمنية غير المستقرة في المدينة.

ولفتوا إلى أن تراجع التمويلات الموجهة للمؤسسات في القدس ، وتشدد بعض الهيئات المانحة في فرض شروط مجحفة ، أحيانا ، بات يطرح تحديات من نوع آخر في هذه الفترة ، التي تعيش فيها المدينة المقدسة على وقع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ، جراء الحرب الروسية الأوكرانية ، وآثار جائحة ” كورونا ” على الاقتصاد المحلي.

وسجلوا أنه على الرغم من مساهمة العديد من المؤسسات الدولية ، إلى جانب الجمعيات ومنظمات المجتمع المحلي ، بمبادرات تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي خاصة للفئات المهمشة من المجتمع المقدسي ، إلا أن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في القدس ، على العموم ، تبقى مُقلقة من دون أن تلوح في الأفق بوادر أمل لتصحيح الاختلالات .

واعتبروا في هذا السياق ، أن مواجهة التدهور المثير للقلق في المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية في القدس ، يستوجب إعادة النظر ، بنجاعة وواقعية ، في أولويات التنمية ، التي ينشدها الجميع للقدس ، في ظل محدودية الفرص المتاحة للفئات والشرائح المهمشة من ذوي الدخول المتدنية أو المحرومة من الاندماج في النسيج المحلي ، والمساهمة في العملية الاقتصادية بمفهومها التنموي والاجتماعي.

كما أبرز المشاركون من جهة أخرى ، الدور المحوري والمتقدم ، الذي باتت تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف بمنهجيتها الواقعية وبمعرفتها بمفاصل الحياة في المدينة وبين مؤسساتها ، مؤكدين على أن الوكالة التي تحتفل ، هذا العام ، بمرور ربع قرن على إنشائها ، يمكن أن تستثمر تجربتها وفهمها الصحيح للتحولات المجتمعية المتسارعة التي تشهدها القدس ، لطرح الأجوبة المناسبة لأسئلة التنمية التي تحتاجها المدينة ، في ظل تراجع التمويلات.

وذكر المشاركون بالانجازات التي تمكنت وكالة بيت مال القدس الشريف وغيرها من المؤسسات الفلسطينية والدولية من تحقيقها في القدس والتي تكرس الأدوار الاجتماعية والإنسانية لهذه المؤسسات ، معتبرين أن هذه الانجازات ،وعلى أهميتها ، لا تكفي وحدها لحماية المدينة وصيانة هويتها الحضارية ، العربية والإسلامية ودعم صمود أهلها.

وتطرق المنتدى لثلاثة محاور تناولت “فرص تنمية قطاعات التجارة والسياحة في القدس : الرهانات الممكنة ” ، و” مسألة التشغيل ومحركات الاقتصاد الاجتماعي : أية آفاق لتنمية مستدامة ؟ ” و” الزراعة والبيئة والمجال الطبيعي : الواقع والتحديات”.