أصبح صمت رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تجاه موجة غلاء الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين في مقابل استمرار بعض اللوبيات في مراكمة الثروات على حساب جيوب المواطنين، يثير الريبة حتى في صفوف أكبر مسانديه الذين وجدوا أنفسهم في موقف محرج. ويعاب على أخنوش، منذ توليه منصب رئيس الحكومة، غيابه عن المشهد السياسي، واقعيا و افتراضيا، في وقت يعيش فيه المغاربة أزمات متتالية، بداية بالجائحة والارتباك الذي عرفه تدبير الحكومة للأزمة الصحية، وما خلف ذلك من استياء في صفوف المغاربة، وصولا إلى أزمة الغلاء، خصوصا المحروقات، التي لا زال المواطنون يعيشون تحت رحمة شركات، إحداها، بل الأكبر بينها، في ملكية رئيس الحكومة. وفي ظل استمرار تهرب أخنوش من الالتفات إلى صرخات المواطنين ومطالب العديد من التنظيمات المدنية والمهنية، وفي غياب أي مؤشرات لتحسن الوضع المعيشي، خرج من كانوا في الأمس القريب يقفون إلى جانب "الملياردير" ويدافعون عنه، لمطالبته بكسر صيامه الإعلامي. وفي هذا الصدد، عبر الإعلامي، رضوان الرمضاني، المعروف بدفاعه عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيسه، عن عدم رضاه من الصمت المريب لأخنوش بعد سنة من توليه رئاسة الحكومة اكتفى فيها بخرجة إعلامية وحيدة. وكتب الرمضاني، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر: "لم يعُد مقبولا، مهما كانت التبريرات والمبررات، أن يستمر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في صمته…". وتابع: "ولم يعد مفهوما كيف أن الرجل، وهو يقود الحكومة منذ عام، لم يسجِّل غير خرجة إعلامية واحدة، في أكثر من 360 يوما…" قبل أن يختم بالقول: "الصمتُ ليس دائما حِكمة…". ويمكن إسقاط موقف الرمضاني على باقي الأصوات التي ساندت "الحمامة"، إعلاميا، خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية، وهو ما يجسد حجم الانتقادات الشعبية لأداء الحكومة، بعد فشلها في مجابهة أزمة الغلاء الحادة التي وصلت مستويات قياسية أنهكت القدرة الشرائية للمواطنين. ولم تفلح محاولات حكومة أخنوش في امتصاص غضب الشارع، بقراراتها البعيدة عن الواقع وعن تطلعات المواطنين، الذين رفعوا شعار "ارحل" في وجه أخنوش بعدما تأكد لهم أن الرجل لا يملك في جعبته سوى المال.