وضع عبد اللطيف وهبي، الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة بيضه في سلة حزب العدالة و التنمية، و كان يظن انه حليف يعول عليه في تشكيل حكومة ما بعد انتخابات 8 شتنبر.
لذلك سارع الى إعلان انه لا يقبل ان يكون "خداما" عند عزيز أخنوش، الذي يريد من الاحزاب :" تخدم عندو".
و لا شك ان احتلال المرتبة الاولى في هذه الانتخابات كان طموحا يدغدغ شعور وهبي، الذي يؤمن كثيرا ب " بركة" عبد الإله بنكيران.
و الواقع ان " البام" كان قريبا او ادنى من تحقيق تلك الرؤية، متجاهلا ان إلياس العماري، من قبله، بكل متاعه و نفوذه فشل في احتلال تلك المرتبة، لكن على راي المثل:" لي تيحسب بوحدو تيشيط ليه"، فقد نقبت الحمامة ما زرع " التراكتور" طيلة عقد من الزمن و نيف، و انطفا المصباح و ذهب الناخبون بنوره.
و يبدو ان " البام" سيكون قدره البقاء في المعارضة، خاصة و ان خلافاته مع باقي الاحزاب تتخذ احيانا طابعا شخصيا، ليس فيه سياسية و لا اخلاق، لذلك سيكون قدر " البام" مرة اخرى هي المعارضة رغم انه يفتقر إلى شخصيات كارزمية يمكن ان تقوم بهذا الدور ليس في إطار التهريج و المسخرة كما يفعل هشام المهاجري مثلا، و لكن في سياق النقد البناء الذي لا يسعى إلى تضليل المغاربة بضرائب المشروبات الكحولية التي تشكل موردا ثابتا في ميزانية الدولة، و لكن في سياق الحرص على تطبيق احزاب الاغلبية لالتزاماتها الانتخابية و الحكومية.
غير ان هذا القدر نفسه ليست حتمية تاريخية، فقد يتجاوب مع الارادة، اذا كانت صادقة النية لخدمة الصالح العام، و لا تبحث عن تحقيق رغبة شخصية في الحصول على حقيبة وزارية.