أعطت الجامعة الخاصة لفاس بشراكة مع “INCUBOOSTER”، الجمعة، انطلاقة هاكاثون الجهة الذكية، وهو حدث مخصص للابتكار المفتوح والتنمية الترابية.
وتهدف هذه المبادرة، التي تندرج في إطار الدورة الثالثة من صندوق INNOV INVEST (FII)، التابع ل”تمويلكم”، إلى تعزيز دينامية منظومة ريادة الأعمال الجهوية من خلال تشجيع ابتكار حلول رقمية وتكنولوجية تلائم التحديات المحلية. ويعرف هذا الهاكاثون، الذي يتواصل إلى غاية 29 دجنبر، مشاركة فرق من المقاولات الناشئة، وحاملي المشاريع، والباحثين والمقاولات والفاعلين العموميين من أجل التعاون وتحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول ملموسة، مما يساهم في تعزيز جاذبية الجهات، لاسيما من خلال تثمين تراثها الثقافي ومواردها المحلية. ويتمثل الهدف الرئيسي في تحفيز الاستثمارات وإحداث أثر إيجابي على التنمية الجهوية.
وفي كلمة خلال ندوة حول موضوع “الجهة الذكية: من التصور إلى العمل”، ن ظم بمناسبة إعطاء انطلاقة الهاكاثون، أكد المحلل السياسي والخبير الاقتصادي، بدر الزاهر الأزرق، على أهمية تسليط الضوء على المدن التاريخية لجهة فاس-مكناس، مثل فاس ومكناس وتازة وصفرو، من خلال حملات ترويجية هادفة، مشيرا إلى أهمية تقنيات التواصل الحديثة كآلية لتعزيز هذه الجاذبية.
وأضاف الزاهر أنه يتعين على الجهة، التي توجد في مرحلة مفصلية من تاريخها، التركيز على الذكاء الترابي وتعزيز هويتها الاقتصادية واستغلال الفرص التي تتيحها التظاهرات الرياضية الكبرى، كي تصبح نموذجا للتنمية المستدامة والشاملة.
كما دعا مختلف الفاعلين بالجهة (صناع قرار، جامعيين، وفاعلين اقتصاديين) إلى التعاون من أجل جعل فاس – مكناس جهة مزدهرة من خلال استغلال مؤهلاتها.
من جهته، سلط الخبير الدولي في الاستراتيجية والاستدامة والابتكار، محمد الكتاني، الضوء على حاجة الجهات الكبرى إلى إيجاد معايير جديدة للتمايز من أجل تعزيز جاذبيتها الاقتصادية وإشعاعها الدولي، في سياق يتسم بالتنافس الشديد.
وأوضح الكتاني أن بناء “جهة ذكية” يستلزم تعزيز قدرات صناع القرار الجهويين والفاعلين الاقتصاديين والأوساط البحثية والمواطنين، من أجل العمل سويا على إرساء نموذج شامل.
كما شدد على أهمية ابتكار خدمات ذكية من أجل الصالح العام، وهو ما يتطلب التدبير الفعال وبالتالي اللامركزية التي تمكن الجهات من آليات تتماشى مع التحديات والأزمات الحالية.
وبحسب الكتاني فإن “الجهة الذكية” هي التي تبني استراتيجية نموها وفقا للحاجيات التي يعبر عنها سكانها، وتتيح للجميع فرصة الازدهار. وسجل أن التقدم الذي أحرزته بعض جهات العالم، ي ثبت أن التغيير في الممارسات السياسية يمكن أن يكون له أثر إيجابي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح نائب رئيس الجامعة الخاصة لفاس، محمد الوزاني جميل، أن الهاكاثون يندرج في إطار تعزيز دينامية المنظومة والابتكار الجهوي. وأضاف أن المنافسات ستركز على مواضيع ترتبط بالجهة، لاسيما السياحة الذكية والبناء الذكي والصناعة التقليدية والتراث الثقافي والطبخ. وشدد على أهمية هذه المبادرات في تحضير الجهة لاستضافة، في المستقبل القريب، تظاهرات رياضية وثقافية كبرى.
وأشار الوزاني إلى أن المقاولات الناشئة التي ستنبثق عن هذا الحدث ستحصل على تمويل بفضل برنامج “تمويلكم”، وستتم مواكبتها في إطار “INCUBOOSTER”، بدعم من حاضنة الجامعة الخاصة لفاس “كوب 789″، التي سبق لها أن حققت نجاحا كبيرا.
وأوضح أن الهدف النهائي يتجلى في تمكين الجامعة الخاصة لفاس من الاضطلاع بدورها كاملا كجامعة لريادة الأعمال، وفاعل رئيسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة. وتميز اليوم الأول من هاكاثون “الجهة الذكية”، أيضا، بحفل لتوزيع الجوائز تكريما لشخصيات عمومية وخاصة التي ساهمت، من خلال مبادراتها والتزامها، في تنمية الجهة خلال سنة 2024.