كنت أتمنى أن يكون رد بنكيران على احمد التوفيق برسائل للنقاش والإقناع بالأفكار كما حصل بين محمد شفيق عن الحركة الأمازيغية "رسالة إلى أخ في الإسلام" وعبد السلام ياسين الزعيم السابق لجماعة العدل والإحسان وليس برسالة تحمل في طياتها برود فكري ورعونة شعبوية، لكن هروب رد بنكيران نحو الهدنة واستحضار العلاقة الشخصية بين الطرفين كان بمثابة انتصار للفكر الديني المؤسساتي.
أعتقد أن بنكيران لن يستطيع مجارات قلم أحمد التوفيق الباحث والمفكر الذي يمتلك تجربة كبيرة في تدبير الشأن الديني، فقط لأنه لازال يعيش في جلباب الشعبوية بعيدا عن المقارعة الفكرية التي اعتمدها التوفيق في رده.
الرسائل السياسية عبر التاريخ السياسي المغربي كان لها دور كبير في خروج أحزاب للوجود، وفي تطوير الفكر السياسي المغربي، وزرعت حركية وديناميكية في المشهد السياسي المغربي، عبر نقاش ومقارعات فكرية ساهمت في إنتاج أفكار وسياسات عمومية ونظريات سياسية واقتصادية... وهذا ما نفتقده اليوم.
هل المغرب دولة علمانية؟ أم هي دولة بخصوصياتها الدينية؟ أم هي تجمع بينهما؟ أسئلة تحتاج إلى أجوبة بحجة الإقناع لنصل إلى أي مغرب نريد لنا وللمستقبل متجاوزين كل الطابوهات، وبدون وصايات.