لا أعرف لماذا يتفنن بعض الشعراء في خلق عناوين غريبة وعجيبة أكثر من قصائدهم، وكأن الشاعر يريد أن يقول لك من الأول احذر انني شاعر أيها القارئ الغوغائي التافه. فما معنى ''أنين الزرافات'' أو ''ألم قنينة'' أو ''صمت النهد'' أو ''همس الظلام'' أو ''رسالة من فؤاد بنفسجيٍّ'' ياسلام !!! أو ''دمعة فراشة'' أو ''رقصة أيلول''. والجميل عندما يُستدعى الشاعر إلى أمسية شعرية فيعتلي الخشبة بتعالي العظماء أمام حضور محترم وموقر، وبجانبه عازف العود، ولا أعرف لحد الان لماذا في الأمسيات الشعرية يلزم حضور عازف العود، ماعلينا المهم أن العازف يبدأ في التقسيم، والشاعر بجانبه ينظر إلى السماء، ويتأهب لإلقاء قصيدته العصماء، والحضور يترقب ويترقب ويترقب الى أن يطلق الشاعر أخيرا العنان لقصيدته فيبدأ: ''أنين الزرافات'':
زرافة مرت من هنا
وزرافة مرت من هناك
الزرافة التي مرت من هنا
سمعت الزرافة التي مرت من هناك
قالت لها همسك، أنينك، صمتك سحبٌ ممطرة في ليلة عذراء مقمرة...
ويبدأ الحضور في التصفيق.
يااااسلام واش أنا جاي من قرطة حنا وخاسر فلوسي و وقتي باش نسمع واحد تيهضر على جوج زرافات ضرايرات، ولا على السماء وهي تبكي، و لا على القمر الذي يعوي، ولا على الفراشة التي تحتضر، وأنا مالي !! صحيح أن هادوك الغاوون مساليين قبهوم باش يتبعو الشعراء ويصفقو ليهوم.
* طبعا أنا غير ضاحك فالشعر أجمل شيء و لا يتذوقه سوى كل شخص جميل، وأنا تربيت وترعرعت داخل بيت كله شعر ولولا الشعراء لبارت الزرافات.