دانيال داي لويس يعود إلينا من جديد بعد اعتزال دام سبع سنوات. لم تكن عجافا على ما يبدو، وهذا ليس هو اعتزاله الأول ولا عودته الأولى.
دانيال داي لويس واحد من أحب الممثلين لدي شخصيا أتابع أعماله بشغف ومتعة، وقبلهما التعلم فهو من الممثلين القلائل الذين يبهرونك بموهبتهم الطاغية ويعطونك دروسا معمقة في فن التشخيص على الهواء مباشرة.
فهو لوحده أكاديمية فنية متنقلة، فمن عمل إلى عمل تكتشف المعنى الحقيقي لهذا الفن وتتعمق في تفاصيله وأدواته وتغرق في متعته، هو واحد من أهمّ الممثلين في تاريخ السينما، هو ابن المسرح بالأساس، استنزفه الركح ثم اتجه الى السينما لتستنزفه هي الأخرى، لهذا اعتزل مرات وعاد مرات.
مشخص استثنائي بامتياز وهذا مايفسر حصوله على ثلاث جوائز أوسكار كأفضل ممثل وهذا رقم قياسي لم يصل اليه أي ممثل بعد، فأول جائزة أوسكار فاز بها كانت عن فيلمه "قدمي اليسرى" (My Left Foot) ، والثانية عن فيلمه "ستسيل الدماء" (There Will Be Blood) ، ثم الثالثة عن فيلمه "لينكولن" (Lincoln) ، هذا بالإضافة الى الكثير من الجوائز والترشيحات المهمة الأخرى، قرأت كثيرا عن كيفية تحضيره للأدوار، وكيف يجهد نفسه وكيف يعاني كثيرا للوصول الى مستوى معين من التقمص لهذا تستنزفه كل شخصية يتقمصها، صنع مجده بصدق وحرفية، ورغم كل هذا النجاح والمجد فلم يلقب بوحش الشاشة ولا سيدها ولا حوتها ولا غولها هو دانيال داي لويس فقط أو سير دانيال داي لويس، هذه العودة ستكون من خلال فيلم يحضر له اسمه فيلم "أنيمون" (Anemone).