فن وإعلام

الدورة الثالثة لمهرجان “MedFilm بالمغرب” تحط الرحال بطنجة

كفى بريس (و م ع)
انطلقت مساء الأربعاء بطنجة، المرحلة الثانية من الدورة الثالثة لمهرجان “ميدفيلم بالمغرب”، بعرض راقص بعنوان “لا دولتشي فيتا”، من روتا إلى هانز زيمر، وهي بمثابة رحلة عبر الموسيقى التصويرية لأكثر الأفلام حبا من طرف الجمهور.

وتأتي هذه المرحلة الثانية من المهرجان، التي تجري بطنجة بين 2 إلى 5 أكتوبر بطنجة، بعد مرحلة أولى أقيمت بالرباط من 25 إلى 29 شتنبر المنصرم، وهي الفعالية التي تندرج في إطار احتفالات الدورة الثلاثين لمهرجان “ميدفيلم” بإيطاليا وبالدورة الثالثة بالمغرب، والتي تنظمها السفارة الإيطالية بالمغرب والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط بالتعاون مع جمعية “ميثكسيس أونلس” ومؤسسة هبة وسينما النهضة بالرباط وسينماتيك طنجة والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط.

وانطلقت هذه المرحلة الثانية بعرض يجمع بين الرقص والموسيقى، قدمته فرقة Balletto di Milano، برفقة أوركسترا أماديوس القادمة من مدينة تريكاتي، شمال إيطاليا، تحت إشراف المايسترو جيانماريو كافالارو، والذي يأخذ الموسيقى التصويرية الأصلية للأفلام الشهيرة، ويعيد عرضها من خلال تصميم الرقصات ومشاهد وشخصيات من الأعمال السينمائية الخالدة.

في كلمة خلال حفل الافتتاح الذي جرى بقصر الثقافة والفنون بطنجة، أشار السفير الإيطالي بالمغرب، أرماندو باروكو، إلى أن تنظيم هذا المهرجان الإيطالي التاريخي بالمغرب يعكس الشراكات والعلاقات الثقافية “القوية جدا” التي تم خلقها في السنوات الأخيرة مع العديد من المؤسسات المغربية.

وأبرز أن المهرجان، الذي ينظم تحت شعار “البحر الأبيض المتوسط، بحر السينما”، يندرج في إطار موسم ثقافي متعدد الأبعاد ومثير للاهتمام بالمغرب أكثر فأكثر، مشيرا إلى أن هذا الحدث الثقافي يهدف إلى أن يكون جسرا يربط بين الثقافتين الإيطالية والمغربية.

كما أكد السيد باروكو على أهمية طنجة كمكان للتبادل بين الثقافات، مضيفا أن “طنجة مدينة ألهمت الفنانين من جميع أنحاء العالم على مدى عقود. ومن خلال تنظيم هذه المرحلة الثانية من مهرجان ميدفيلم، بهذا الصرح الحضاري فإننا نسعى لاستدامة هذا التقليد من الإبداع والحوار”.

من جهتها، أوضحت مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، كارميلا كاليا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار الدورة الثالثة لمهرجان “ميدفيلم بالمغرب”، يدعوكم عرض “لا دولتشي فيتا” (الحياة الحلوة) إلى مدينة طنجة، ملتقى الحضارات والثقافات واللغات، لتكريم الموسيقى التصويرية للأفلام التي ميزت قرونا من السينما.

وتابعت أن العرض يعكس التعايش القائم بين الرقص والموسيقى والسينما، وكلها فنون مستوحاة من الحركة، مشيرة إلى أن تنظيم هذه الدورة الثالثة للمهرجان يندرج في إطار مهام المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، المؤسسة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، والمكلفة بنشر وترويج اللغة والثقافة الإيطاليتين في المغرب.

أما المديرة الجهوية للثقافة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، زهور أمهاوش، فنوهت بأن إقامة مرحلة ثانية من الدورة الثالثة لمهرجان “ميدفيلم في المغرب” بطنجة يعزز المشهد الثقافي لمدينة البوغاز.

في هذا الصدد، أبرزت أن اختيار مدينة طنجة، يعزز موقعها كحلقة وصل بين الشرق والغرب وملتقى للثقافات والحضارات، مشيرة إلى أن إقامة هذه المرحلة بطنجة تمثل مبادرة أولى وبداية للتعاون بين المديرية الجهوية للثقافة والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط.

وستستضيف سينما الريف (الخزانة السينمائية) بطنجة، على مدى ثلاثة أيام، ضمن فعاليات المهرجان، مجموعة مختارة من الأفلام المتوسطية، التي تسلط الضوء على الأعمال المعاصرة والكلاسيكية، وتتناول مواضيع مثار اهتمام عالمي، مثل الهجرة والهوية والحدود.

ووفقا للمنظمين، فإن الفيلم الافتتاحي “أنا يا كابتن” يصور التحديات التي يواجهها المهاجرون الأفارقة الشباب بحثا عن مستقبل أفضل، وهو خيار يعد جزءا من رغبة المهرجان في معالجة القضايا والرهانات الإنسانية التي تؤثر بعمق على مجتمعات أفريقيا.

ومن بين الأفلام المعروضة أيضا أفلام قصيرة مثل “المفتاح” و”صوت الآخرين”، والتي ستثري البرنامج من خلال تقديم نظرة خاصة حول موضوعي الهجرة والتنوع الثقافي. وتشهد هذه الأعمال الإبداعية، من خلال قصص إنسانية عميقة، على الحقائق التي يعيشها حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي تعزيز الحوار حول قضايا الهوية والتعايش.

وأشار المنظمون إلى أن الفيلم الوثائقي “حدود لا نهاية لها”، المقرر عرضه بعد السبت، سيتناول موضوع التعقيدات المرتبطة بالحدود الجغرافية والبشرية، معلنين أن اختتام المهرجان سيقام في سينما الريف، المكان الثقافي الرمزي لمدينة طنجة.