سياسة واقتصاد

قيادة ملكية متبصرة من أجل إفريقيا مزدهرة

كفى بريس(وم ع)

انطلاقا من قناعته الراسخة بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا لا يمكن أن تتحقق إلا بتعاون مثمر ومفيد لكافة بلدان القارة، ضاعف المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، من مبادراته التي تحمل الأمل لإفريقيا.

فالمشروع العملاق لخط أنابيب الغاز نيجيريا -المغرب، والمبادرة الأطلسية، والاستثمارات الضخمة للمجموعات المغربية الكبرى في إفريقيا، وإلغاء ديون الدول الإفريقية الأقل نموا، وتثمين وحماية قناة بانغلانيس في مدغشقر، كلها مبادرات، ضمن أخرى، تجسد الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك لازدهار إفريقيا.

ومنذ اعتلائه العرش، أضفى الملك دينامية جديدة على الشراكة بين المغرب وإفريقيا، إيمانا من جلالته بوحدة المصير وضرورة تضافر الجهود لتمكين القارة من المكانة التي تستحقها.

وبفضل هذه الإرادة الملكية، أقام المغرب شراكات متنوعة مع عدة بلدان إفريقية، حيث تربطه نحو 1500 اتفاقية تعاون مع بلدان القارة، مما يعكس الالتزام الراسخ للملك من أجل تعاون إفريقي غني ومتنوع.

وما فتئ المغرب يكرس هذا الاهتمام بإفريقيا، لكونه يندرج في صلب السياسة الخارجية للمملكة التي حرصت دوما على أن تكون القارة في صميم خياراتها الاستراتيجية.

وكان الملك قد أكد، في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين في يوليوز 2022، أن ” إفريقيا اختيار وجداني وعقلي في الآن نفسه. إنه اختيار واضح وإرادي يجسده التزامنا من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون والتنمية الاقتصادية في إفريقيا. وهو اختيار أردنا من خلاله اليوم أن نجعل من الاستثمار محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكامل الإقليمي والقاري في إفريقيا”.

وتجسيدا للرؤية الملكية لإفريقيا مزدهرة، أجرى الملك عدة زيارات إلى مختلف بلدان القارة، حيث أطلق مشاريع كبرى خدمة للشراكات رابح-رابح.

ومن بين هذه المشاريع الكبرى الرامية إلى النهوض بالاندماج الاقليمي، يأتي خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي ترأس حفل إطلاقه سنة 2016 بأبوجا، الملك محمد السادس والرئيس النيجيري آنذاك محمد بخاري.

وفي نفس السياق، أحدثت المملكة إطارا مؤسساتيا يجمع البلدان الإفريقية الأطلسية الـ 23 بهدف تعزيز الرخاء المشترك بالمنطقة.

وأعرب الملك محمد السادس، في هذا الصدد، عن اقتناعه بأن هذه المبادرة، التي تهدف إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ستحدث تحولا جوهريا في اقتصاد هذه البلدان الشقيقة وفي المنطقة كلها.

ويرى العديد من المسؤولين الدوليين أن هذه المبادرة الطموحة، التي تتماشى مع مقاربة جلالة الملك متعددة الأبعاد من أجل القارة، سينتج عنها تحول حقيقي داخل المنطقة.

وفي هذا الصدد، أكد وزير الشؤون الخارجية الغامبي، مامادو تانغارا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة عيد العرش المجيد، أن هذه المبادرة المهمة “تهدف إلى خلق فضاء للتنمية والتضامن والاستقرار بالقارة”.

من جهته، أكد نائب رئيس جمهورية السلفادور، فيليكس أولوا، أن “هذه المبادرة الرائدة من شأنها تعزيز الاندماج الاقتصادي الإقليمي وخلق بيئة مواتية للنمو والتنمية المستدامة.

وجهة نظر يتقاسمها، أيضا، البرلمان الإفريقي، الذي وصف رؤية  الملك ب”الطموحة والشاملة”، والتي تروم تحقيق حلم إفريقيا مزدهرة ومترابطة.

مبادرة سخية أخرى لفائدة القارة، تمثلت في قرار المغرب إلغاء ديون الدول الإفريقية الأقل نموا، مع إعفاء منتجاتها بشكل كامل من الرسوم الجمركية عند دخولها إلى السوق المغربية.

كما أن مبادرات الملك من أجل إفريقيا، تفرض نفسها، لا تقتصر فقط على القطاع العام، فبالإضافة إلى اللجان المشتركة بين الدول التي تم إنشاؤها خلال الزيارات الملكية لإفريقيا، تحرص المملكة على تمكين القطاع الخاص من دور أكثر فعالية من أجل الارتقاء بالقارة إلى وجهة مفضلة للاستثمارات المغربية والأجنبية على حد سواء.