أكد الباحث في العلوم السياسية، الشرقاوي الروداني، أن دعوة الملك محمد السادس إلى حضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب للسنغال، باسيرو ديوماي فاي، تمثل إشارة قوية من الرئيس السنغالي الجديد على متانة وتميز العلاقات العريقة بين البلدين.
وقال الروداني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه الدعوة، التي تأتي في سياق سياسي جديد، “تعبر ليس فقط عن التقدير والاحترام الذي يكنه الرئيس السنغالي الجديد لجلالة الملك، بل أيضا عن الروابط المتينة والدائمة التي تجمع بين المغرب والسنغال”، مضيفا أن العلاقات بين البلدين لم تعرف أي فتور منذ حصولهما على الاستقلال رغم مرور الزمن والتغييرات السياسية والمؤسساتية.
وأضاف أن هذا السلوك السياسي الهام يعكس أيضا اعتراف مجموع النخبة السياسية في السنغال بالدور متعدد الأبعاد الذي يضطلع به الملك في تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي التناغم المثالي الذي يسود العلاقات بين البلدين.
وبحسب الباحث في العلوم السياسة، فإن هذه العلاقات الثنائية المتميزة كانت موسومة على الدوام بقيم ومبادئ الوحدة الإفريقية، مما يدل على الالتزام المشترك للمغرب والسنغال اتجاه الوحدة والتضامن الإفريقيين.
وبعدما أبرز الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك للعلاقات بين البلدين كما تشهد على ذلك عدد الزيارات التي قام بها الملك إلى هذا البلد الإفريقي، أكد الروداني أن هذه الأخوة كانت دائما محركا وقاطرة لإعطاء دفعة جديدة لهذه الروابط العريقة المتجذرة في التاريخ.
واستحضر، في هذا الصدد، الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس سنة 2016 إلى الأمة، من العاصمة السنغالية دكار، بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا بمبادرة “قوية من حيث الرمزية والقيم وتعكس مدى التفاهم بين الشعبين المغربي والسنغالي وعمق العلاقات الثنائية التاريخية”.
ويعد الملك محمد السادس، قائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة، الذي تمت دعوته لحضور حفل تنصيب الرئيس السنغالي المنتخب، والذي مثل الملك فيه رئيسُ الحكومة، عزيز أخنوش.
وجاءت زيارة أخنوش إلى السنغال، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بتعليمات سامية من الملك محمد السادس.