رأي

خالد أخازي : لا تكرهني.. لست عدوك..

روائي و إعلامي

 

كيف أقنعك...؟

أنني لست عدوك...؟

كيف أبدد الغل الذي في قلبك، أنت تمارس هوايتك بصناعة الإشاعة المزيفة... فقط لترتاح على وقع قهقهات الندامى والتافهين...؟

كيف أجعلك تغير موقفك... وتخرج من حرب وهمية تستعمل فيها كل الأسلحة غير الشرعية... حتى القنابل المخربة للبيوت.

  خيب رجاء انتظارات الشيطان الذي يقتات من ضغينتك...

يا هذا...! أعلم أن ضريبة النجاح مزيد من الأعداء...

أعلم أن أسعد الناس من عبر الدنيا دون أن يثير الانتباه...

أعلم أن الكآبة ثمن يدفعه العظماء...

أعلم أن التافهين قادرون على التكتل وترويج الوهم...

أعلم أنهم قادرون على الاغتيال المعنوي...

أعلم أن المحاسدة داء حتى في صدور المثقفين...

أعلم أنهم مستعدون للاغتيال الاجتماعي... ولو بالترويج للجنون... للشذوذ... بصناعة الفضيحة... واستهداف الأعراض...

وحين نصمد لمعاول الضغينة يوجهون مدفعيتهم للشرف علك تختفي ليرتاحوا....

فأعلم أمانيهم أن تختفي...

فمن الكتابة ما يؤلم رعاع القلم...

ومن الحبر ما يفضح عورات أشباه المثقفين...

وأنت أيها الغارق في حمأة الأحقاد والذي تنتشي بكل اغتيال معنوي

إني حزين من أجلك... أشفق عليك..

أعلم كم تعاني...

أعلم أنك وحيد ولو وسط امتلاء بشري...

فالضغينة تصنع عزلة من نوع آخر...

 إني لست عدوك ولا خصمك...

فقط لا أشبهك...

فقط مختلف عنك في الأنخاب والأصحاب ولون البهاء...

فقط عندي نفس للمسافات الطويلة..

لكني عاجز عن مجاراة إيقاعك في التحول والتخفي وتغيير الأقنعة وفق المقامات والأهواء...

حتى أنا حاولت أن أكون مثلك...

لكنني فشلت أن أكون تافها خنوعا... مزيفا.. خادما للشيطان....

لأن كل همك أنت هو الإرضاء...

وأنا كل همي هو البهاء...

أرأيت أننا متفقان في الهمزة... في الروي...؟

لكننا نختلف في نوع الهمزة...

فأنا لا أملك بيتا ولا سيارة ولا قدرة على عطلة في باريس ولا صحبة متميزة مع أعزة القوم على مشرب راق وعال...

أرأيت كم أنت محظوظ....؟

فأنا مجرد عابر على الطريق يبتسم للعالم ويلوح لكل حزين...ويحلم بشجرة ونزهة  مع صديق

أنا لست خصمك... ولا عدوك...

خصمك هو ذاتك التي تحطب من كبدك...

فلا تلعن السطوح... فالسطوح للنشر وليس للعري...

ولا تلعن الحظ... فأنت أخذت منه حتى الشبع ثم الخنوع..

فأنا مجرد عابر لا يجيد قرع الطبول ولا الضرب على الدف حين يرقص القرد

فلا رأسمال لي غير معاشي الغارق في الديون...

 والحبر والخيال وسحر القلم وبهاء الورق...

لا أملك شيئا... صدقني...

ليس لي لا شقة ولا حتى ناقة...

ولا خالة في العرس... ولا وجيه يسعدني

لس الله... طبعا...

والله غالب على أمره..

لا أملك غير الصبر والحب وغنى السماء...

وأنت تملك كل النعم  ولك خريطة جيدة نحو المغني..

لك مظهر راق...

من حذاء من جلد أصيل...

وألبسة للماركات الراقية التي نكتفي نحن بالتفرج عليها وراء الزجاج...

تملك هاتف ذكيا...

ذكيا جدا...

لكنك متعب... وحيد محاط بظلال تشبه البشر

 كلما ثملت... تحولت إلى وحش بلا لجام...

تغرز أنيابك في الجسد والروح حتى ترتاح...

لتسطيع النوم...

وأحيانا كثيرة في حضن مومس مقهورة...

لست عدوك... وإن جعلتني جبهتك الأساسية …تطلق رصاصاتك

علك تنعم بجرعة فرحك….علك تجد لاعنا ...في حقدك يعضدك

فقط لأني لا أشبهك…في جبنك و ريائك

فلا  رأسمال لي غير  فلا أنت قرأت شعري ولا نثري لكنهما عندك متهمان بلا طعم...

حتى  وحدتي عندك جنون وصمتي جبن...

كأنك تجهل أن الوحدة والصمت تخففان كلفة العلاقات المزيفة... وتصنعان ممرا خفيا للروح الجريحة نحو الاستعارات الفريدة..

تمهل فلست غير رجل زاده المجاز والخيال ...

فلا تكره في الاختلاف...!

لي بلاني الله يبليك...

فالكتابة لعنة وجحيم..