مشاهير

الݣورش... السيكليس، أسطورة الدراجة المغربية، قاهر المسافات وعريس "الأميرة الصغيرة"

جمال هنية

نشأ سي محمد الݣورش المزداد في 11يناير 1936 بحي درب السلطان بالدارالبيضاء، و اشتغل ابتداء من سن العاشرة في إحدى ورشات إصلاح الدراجات بالحي، و هو ما مكنه من الارتباط بالدراجة و من الممارسة المبكرة. تمكن من الصعود بسرعة إلى تصنيف دراجي النخبة بفضل انتصاراته في السباقات التي كانت تنظمها جامعة الدراجات الوليدة آنذاك.

كان يحمل اسم محمد بن محمد في رخصته الجامعية، و هو الإسم الذي شارك به خلال أولمبياد روما 1960.

في 1957، شارك مع المنتخب المغربي في طواف مصر للدراجات. سنتين بعد ذلك، سيصل إلى منصة تتويج طواف المغرب باحتلاله المرتبة الثالثة، ليفوز بنسخ 1960 و 1964 و 1965. كانت لطواف المغرب آنذاك شعبية كبيرة، مما جعل إنجازات الݣورش تبوؤه مكانة بطل وطني، و تلهم أجيالا من الرياضيين بممارسة رياضة الدراجات. خلال النسخ الموالية لطواف المغرب (67 و 68 و 69)، حافظ الݣورش على وجوده ضمن الثلاثة الأوائل دون استطاعته الظفر باللقب.

على المستوى الدولي، شارك مع المنتخب المغربي، في طواف المستقبل بفرنسا (في نسخ 61 و 62 و 63 و 64) و هو طواف مخصص للدراجين الشباب (أقل من 25 سنة) أو الهواة.

سي محمد يعود له الفضل في تسليط كل الأضواء على رياضة سباق الدراجات في المغرب.. يعود له الفضل في أن جعل كثيرين من شباب جيل الستينيات أن يؤمن بالحلم, بأن يحلم ويتمسك بالحلم, ولما لا؟ هاهو ذاك الشاب البيضاوي المنحدر من أسرة متواضعة جدا، القادم من أزقة الدارالبيضاء الشعبية والقديمة، ينجح في تسلق السلالم، ويبني لنفسه اسما شامخا بين الكبار. 

من « سيكليس» مصلح للدراجات، إلى قاهر أقوى الأبطال من أوربا وأمريكا، من مواطن عادي إلى أسطورة نزلت من السماء بكل عناوين الفرح والسعادة والاعتزاز والفخر ليوزعها وسط أبناء بلده في زمن كان فيه للفرح أضيق الأبواب....

من حضر لحظة انطلاق أولى مراحل طواف سنة 2014, وكان للأسف آخر طواف يحضره ويتابعه، لابد أن يكون قد شاهده واقفا شامخا كشموخ جبال الأطلس التي عرفها وكان صديقا لها لعقود مضت. كانت نظراته تتوزع وتتجول بين سيقان الدراجين وعجلات دراجاتهم عند خط انطلاق طواف المغرب 2014. حضر محمد الݣورش في ذلك اليوم عريسا محاطا بزوجته وبأفراد من أسرته الصغيرة, في حفل « الأميرة الصغيرة» التي عشقها وعشقته, ارتبط بها منذ صباه وظل وفيا لها طيلة عقود من الزمن. حضر لأنه عشق الدراجة, و حضر لكي لا يرد دعوة أسرة الدراجة التي ظل أحد رموزها وعنوان أمجادها. ربما كانت تلك أخر لحظات تنفس فيها ذلك الهواء الذي يلف مسابقات الدراجات.. ربما كان طواف المغرب 2014 تلك المحطة التي استحضر فيها الݣورش ذكرياته الرائعة مع الأميرة الصغيرة.. ربما كان موعده الأخير لتوديع أصدقائه وزملائه وأفراد أسرة الدراجة من كل مدينة ومن كل قرية.. محمد الݣورش،الذي فقدته الساحة الرياضية الوطنية في21 فبراير 2015، يعتبر الرياضي المغربي الأكثر شعبية وشهرة والأكثر تتويجا في طواف المغرب، شارك في دورة الألعاب الأولمبية بروما 1960 وفي الألعاب العربية وألعاب البحر الأبيض المتوسط....

لنتذكر فقط.... سيسجل التاريخ إنجازات محمد الݣورش، وسيتذكر الجميع ما قدمه للرياضة المغربية..