رأي

حسناء سهر: الشباب في واجهة امواج المخدرات و الجريمة

ان واقع الجريمة في المغرب ، يعود لتسجيل الضحايا  و الضرب بقوة ، حيث اهتزت مدينة سلا ، على اثر واقعة شنعاء قتل خلالها 6 افراد من عائلة واحدة على يد شاب، و ممارسة ابشع نوع الجرائم بالذبح و نشب النيران في البيت ، و المجرم تعدى امر الانسانية الى ان يقتل رضيع صغير و بريء في شهر الثاني و التقطت صور و فيديوهات على مسرح الجريمة و حرقة الناس محيطون به تبكي الضحايا .

يستوقف الامرنفسه عن مدى توصل الفرد الى الجريمة و القتل و مظاهر القتل العمد و القانون الذي يمثل عقوبة المجرم امام العدالة و في ضوء التحليلات عن الجريمة لابد من التطرق الى المداخل النفسية و الاجتماعية للجريمة .

ان دافع الجريمة حاضر في المجتمع ، بشتى الانواع و الطرق و يمكن القول ان المخدرات  و الظروف الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في هذا... و لابد من دراسته دراسة موضوعية بمعايير اجتماعية و نفسية ، رغم الانتماء الى الحي الشعبي ليس بدافع ارتكاب الجريمة و الاشتراك بها لان ذلك مقترن بالتربية و التعامل الاسري و الاجتماعي و هناك من الشباب من يسقط في بركة تعاطي المخدرات و الجريمة ، و الواقع المعيش و الهروب من الفقر و البطالة و حتى العكس يمكن اعتبار المخدرات كتقنية  بيو كيماوية خارجية يستعملها الانسان لاثارة او تعزيز او لحبس سلوك الذي يساعد المتعاطي على الاندماج داخل الوسط الاجتماعي او التأقلم المحيط الفيزيقي و مع المناخ و الافراط فيها و تجمع الضغوط  داخل المتعاطي تدفعه الى ارتكاب  ابشع انواع الجرائم  و في المجتمع المغربي و جميع المجتمعات ،يمكن ملاحظة ثلاثة معايير نفسية اجتماعية تتحكم في سير

الظاهرة :المنع و الايباح و الحث و هذه المعايير لها علاقة ارتباطية بالاماكن و النشاط و الجنس و السن و الاشخاص و المعتقدات، و حتى بعض من انواع المخدرات مباحا او مقبولا الى حد ما بحيث ان المنع كان يخص السجائر و الخمر ،الاولى باعتبارها منتوج اتى به المستعمر في عهود الاستعمار الفرنسي و الاوروبي و بالتالي وجبت مقاطعته و الثاني بواسطة القران الكريم الذي حرم الخمر ، و على رغم من ذلك في الاوساط الاجتماعية بقيت المخدرات و عقاقير الهلوسة تتجول في الوسط و تباع على العشوائي بأرخص الاثمان يقبل عليها الشباب و تكون النتيجة اما ان يقتل نفسه في اجواء ليست بطبيعية او يرتكب جريمة القتل او السرقة في حق الاخرين .

*متخصصة في مجال الطفولة و الشباب