رأي

عبد الله العمراني: أنا والبيضة والدجاجة والمحجوبي أحضان

لم أكن أعرف الفقيد المحجوبي أحضان إلا من خلال نشاطه السياسي وتقلده مناصب بارزة داخل الدولة كوزير للدفاع سنة 1963 و اعتقاله لمجموعة نواب حزب الاستقلال، ومن ضمنهم شقيقي محمد، المتهمين بالمس بسلامة الدولة إثر توقيعهم رسالة احتجاج وُجِّهَتْ للكونجريس الأمريكي بشأن استعمال السلطات المغربية للدقيق الأمريكي في الانتخابات.

و لكن شاءت الأقدار، بعد أن أصبحت صحفيا،  أن ألتقي عدة مرات بالمرحوم في محطات متعددة سأذكر منها الأولى والأخيرة:

-1 المحطة الأولى  خلال حفل استقبال  أقامه أحمد عصمان، الوزير الأول آنذاك على شرف البعثة الأممية لتقصي الحقائق. حدث ذلك في صيف 1975 بفندق الموحدين بأكادير وكنت أتجاذب أطراف الحديث مع صحفية "لاماليف" زكية داوود بعد أن تحاورنا مع الزعيم عبد الرحيم بوعبيد الذي شاركته في المسيرة الرمزية  من أجل استرجاع الصحراء زوال نفس اليوم بأحياء أكادير، وظهرت صورتي بجانب الزعيم صبيحة الغد بجريدة المحرر.

اقترب منا المحجوبي أحرضان والذي كنت معجبا به كفنان  تشكيلي  وبيده  دفتر جيب ما أن حَيِّانا حتى فتحه ليكشف عن  رسم بقلم الرصاص  لبيضة  ودجاجة كتب تحتها:

Poule, pourquoi tu es muette. 

واعترف أني لحد الساعة لم أكتشف بعد تفسيرا  لهذا " الإبداع" يتجاوز السؤال الأزلي: من سبق  للوجود البيضة أم الدجاجة؟.

2- المرة الأخيرة عندما استدعاني المرحوم سنة 2005 لغداء بمطعم فرنسي فخم بالعاصمة.

كنت مرفوقا بأحد شركائي بينما حضر بجانبه السيد محند لعنصر وزير الفلاحة آنذاك والسيد محمد بوطالب الذي كان  وقتها وزيرا للطاقة والمعادن. كان الحوار شيقا تناول قضايا التنمية الجهوية وبعض جوانب السياسة بالمغرب القديم والحديث.

فلترقد روح الفقيد في سلام.