رأي

محمد حسيكي: الأسماء الشخصية من الأعياد المغربية

العيد هو يوم حفل من حياة أسرة المجتمع، يعيد فيه الناس بعضهم بعضا بالزيارة والمباركة العيدية والتهاني القلبية المقرونة بالمحبة وصفاء المودة، يجتمعون على الطعام الجماعي الحلو من الأكل والشرب والحديث الطيب، في أجواء منشرحة بالراحة من تعب العمل اليومي، متزينين من الحلاقة والملابس الأنيقة والأجسام النظيفة ، وفرحة الصغير والكبير العارمة بيوم العيد . 

وفي المغرب يجري الاحتفال بالعيد على وجهتين : دينية من النظام الفضائي، واجتماعية من النظام الشمسي .  

العيد الديني

العيد هو اليوم المعدود من شهر السنة، الذي ينسب الى السنة القمرية من العام الهجري الخاص بالدين الاسلامي، وهو عيد الأمة الذي تحتفل به مجتمعات البلدان الاسلامية قاطبة، من الشهور القمرية المعلومة الشهر من  : محرم الحرام، وربيع الاول، ورمضان، وشوال، وذو الحجة . 

ولكل عيد أجواؤه الاحتفالية الخاصة ومناسكه الدينية، من الجهتين الرسمية، وعموم الساكنة . 

العيد الاجتماعي :  

يرتبط العيد الاجتماعي بالعيد الوطني من السنة الشمسية، التي تؤسس لحدث اجتماعي معين ذو صبغة وطنية من العلاقة الدولية، يحتفل به في يوم  وطني من أيام السنة . 

ومن الأعياد الوطنية : عيد الاستقلال، عيد العرش، عيد ثورة الملك والشعب، عيد الشباب، عيد المسيرة الخضراء . 

الأسماء الشخصية من الأعياد العامة

الأسماء الشخصية هي الأسماء التي تسمي بها الأسر الاجتماعية مواليدها، من مدار الأسبوع الشمسي على الولادة، وتجري كما عليه العادة بالتقاليد من البيت المغربي، يوم الأسبوع بنحر شاة التسمية واستضافة الحضور من الأهل والجيران الوافدين بالهدية والمباركة العائلية .  

وعهد كانت المرأة تلد من وسط بيتها، كانت تتخذ الاسم لولادتها بمباركة زوجها من وسطها العائلي، أو من أيام الأسبوع، أو أسماء العيد القمري، وعهد انتشار القراءة الدينية، تعززت أسماء المواليد في وسط الأسر بأسماء مختارة من الأسماء الدينية . 

ومن الأسماء التي تنسب الى الأعياد القمرية من السنة الهجرية : اسم هجر من السنة القمرية، واسم أبا العيد، وعيدة عند الازدياد يوم العيد، واسم حرمة الله أو عاشور عند الازدياد من شهر محرم، واسم مولود، ومولودة عند الازدياد من شهر المولد النبوي، واسم فضيل، وفضيلة عند الازدياد من منتصف شهر رمضان، واسم عياد الصغير، أو الصغيرة عند الازدياد من شهر شوال، واسم الكبير، أو الكبيرة عند الازدياد من عيد الاضحى، الى غير ذلك من الاسماء الجارية على الألسن من الحياة العامة . 

ومن الأسماء من يرتبط بظواهر طبيعية، كاسم قمر والمحجوب كناية عن الولادة التي يقترن يومها مدار الارض الشمسي مع مدارها القمري . 

وعهد التنظيم العائلي انتقل وضع المرأة حملها من البيت، الى المستشفى العمومي أو المصحة الخاصة، حيث أصبحت المواليد تحظى بالرعاية الطبية، والتاريخ الموثق من وزنه ويومه وساعته، ومن وقتها أخذت الأسماء منحى آخر من الانفتاح الاجتماعي على الحياة الدولية من المبادلات الثقافية، التي تصل الى أذواق الجمهور، حيث دخلت على الأوساط الأسرية الأسماء الفنية السائدة من الأشرطة السينمائية والمسلسلات الاجتماعية، بعد أن أخذت حقها من أسماء الأعياد الوطنية، كأسماء الخامسي، أو الخامسية اللذين ساد من عهد الاستقلال على عهد الملك محمد الخامس، واسم الحسني، أو الحسنية، من عهد الملك الحسن الثاني، واسم مسير نسبة للمولود الذي ازداد من متطوعة عهد تنظيم المسيرة الخضراء، فضلا عن اسم حرية المرتبطة الاسم بعهد الاستقلال والحرية، واسم ثرية  والشعيبية المرتبطين  بثورة الملك والشعب ... الخ . 

وهكذا تجد المغاربة من أسمائهم الشخصية مرتبطين إيمانا وعاطفة بالحياة الدينية والاجتماعية، وكذا مواكبتهم الحياة وتطوراتها من المجريات الوطنية والدولية .