أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الاثنين خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، أن الأقاليم الجنوبية استطاعت تحقيق إقلاع اقتصادي مهم بفضل تنفيذ مشاريع مهيكلة كبرى غيرت وجه المنطقة، مشددًا على أن هذه الدينامية تعزز مغربية الصحراء في أبعادها التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
1. البنية التحتية والموانئ: المشاريع العملاقة المهيكلة
ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع
أوضح أخنوش أن ميناء الداخلة الأطلسي سيكون أحد المشاريع المهيكلة الكبرى التي تجسد الإرادة المولوية السامية، مشيرًا إلى أن كلفته الاستثمارية تتجاوز 13 مليار درهم، ووصلت نسبة تقدم الأشغال فيه إلى حوالي 50%.
كما أكد أن مشروع الطريق السريع تزنيت–الداخلة، الممتد على نحو 1100 كيلومتر بتكلفة إجمالية تقارب 10 مليارات درهم، يشكل إضافة نوعية لدعم التنمية، وأن شبكة الطرق في المنطقة انتقلت من 70 كيلومترًا فقط إلى أكثر من 4000 كيلومتر.
شبكة الموانئ المتنوعة
أشار رئيس الحكومة إلى أن الأقاليم الجنوبية تتوفر اليوم على شبكة متنوعة من الموانئ (سيدي إفني، طرفاية، طانطان، العيون، بوجدور، والداخلة)، كاشفًا عن دينامية قوية في تطوير موانئ جديدة قيد التنفيذ والدراسة، من بينها ميناء الصيد بأفتيسات، وميناءا الهيدروجين الأخضر بطرفاية وطانطان، وتطوير الرصيف الجديد للمكتب الشريف للفوسفاط بالعيون واقتراب ميناء لمهيريز من مرحلة الافتتاح.
2. الطاقات المتجددة والصناعة: الاستثمارات الاستراتيجية الكبرى
طفرة الهيدروجين الأخضر والطاقة الكهربائية
قال أخنوش إن الصحراء المغربية دخلت مرحلة جديدة من الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الطاقات المتجددة، حيث تشهد الأقاليم الجنوبية طفرة نوعية ضمن خطة التجهيز الكهربائي 2025–2030 بطاقة إجمالية تفوق 1400 ميغاواط واستثمارات تتجاوز 15 مليار درهم. وأضاف أن حصة الطاقات المتجددة تصل إلى 77% من إجمالي القدرة الإنتاجية.
كما أكد أن سبعة مشاريع كبرى للهيدروجين الأخضر تم اختيارها باستثمار يفوق 36 مليار دولار، مما يجعل الجنوب مركزًا رئيسيًا لإنتاج مشتقاته.
برنامج المكتب الشريف للفوسفاط
أكد رئيس الحكومة أن المكتب الشريف للفوسفاط ينفذ برنامجًا صناعيًا ضخمًا بموقع فوسبوكراع يمتد إلى سنة 2026، يشمل إنشاء مركب أسمدة وكيمياء بـ10.24 مليارات درهم، وبناء ميناء فوسفاطي جديد بالعيون بميزانية 8 مليارات درهم بلغت نسبة إنجازه 93% إلى غاية أكتوبر 2025، موضحًا أن المجمع يعتمد حاليًا على الطاقة الريحية بنسبة 99% وعلى المياه المحلاة بالكامل.
3. الفلاحة والصناعات البحرية: تثمين الثروات الطبيعية
تحلية المياه والتنمية الفلاحية
شدد أخنوش على أن القطاع الفلاحي يحتل مكانة محورية من خلال 55 مشروعًا بغلاف مالي يتجاوز 4.9 مليارات درهم. وأبرز أن محطة تحلية مياه البحر بالداخلة، بكلفة 2.6 مليار درهم، بلغت نسبة تقدم الأشغال فيها 75%، وستمكن من سقي 5200 هكتار وتوفير 20 ألف منصب شغل قار. كما كشف عن إطلاق 48 مشروعًا للفلاحة التضامنية بغلاف 1.36 مليار درهم يستفيد منها أكثر من 35 ألف شخص.
نمو قطاع الصيد البحري
أشار رئيس الحكومة إلى أن الصيد البحري أصبح أحد أهم ركائز التنمية، موضحًا أن الكميات المصطادة نمت لتبلغ 1.14 مليون طن بقيمة 10.2 مليارات درهم.
وأردف أن الاستثمارات الخاصة في الصناعات البحرية ارتفعت إلى نحو 500 مليون درهم سنة 2024، وبلغ التشغيل المباشر 33 ألف منصب.
وأكد أن المشاريع البنيوية التي تنفذ في هذه الجهات تبلغ قيمتها أكثر من 3.5 مليارات درهم وتشمل إنشاء قرى للصيادين وأسواق سمك حديثة.
4. السياحة والاقتصاد الاجتماعي: تعزيز الجاذبية والتنمية المحلية
الصحراء رافعة للسياحة الوطنية
قال أخنوش إن الأقاليم الجنوبية باتت إحدى ركائز خارطة الطريق الوطنية للسياحة، موضحًا أن عدد الأسرة الفندقية المصنفة ارتفع من 5697 سريرًا سنة 2020 إلى 7441 سريرًا سنة 2025، مع تسجيل أعلى نسبة نمو بجهة الداخلة–وادي الذهب.
الاقتصاد الاجتماعي والتعاوني
وختم رئيس الحكومة بالتأكيد على أن الاقتصاد الاجتماعي والتعاوني يشكل رافعة أساسية، حيث تعرف الأقاليم الجنوبية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد التعاونيات التي تجاوزت 7300 تعاونية تضم حوالي 50 ألف منخرط ومنخرطة، برقم معاملات يتجاوز 300 مليون درهم.






