دقّت الجمعية المغربية لتعزيز الصحة (AMPS) ناقوس الخطر إثر تصاعد ظاهرة الانتحار بين الأطفال واليافعين بإقليم الجديدة، وذلك عقب تلقيها ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة طفل يبلغ من العمر 14 سنة بحي النجد بمدينة الجديدة، يوم الأحد 2 نونبر 2025، بعد إقدامه على إنهاء حياته شنقاً.
ونبهت الجمعية، في بلاغ، إلى أن هذه المأساة المؤلمة تأتي لتضاف إلى سلسلة من الوقائع التي هزّت ضمائر الأسر والمجتمع، ولتؤكد مجدداً على الخطورة المتنامية لظاهرة الانتحار والمشاكل المرتبطة بالصحة النفسية عموماً.
وشددت الجمعية على أن هذه المأساة تسلط الضوء مجدداً وبشكل صارخ على الحاجة الملحّة إلى تعزيز آليات الوقاية، والإنصات، والمواكبة النفسية المبكرة في كل من الوسط الأسري والتربوي، حيث أن مرحلة المراهقة تُعدّ من أكثر المراحل حساسية، وتتطلب اهتماماً خاصاً بتوفير الدعم النفسي -الاجتماعي وتقوية المرونة والكفايات النفس-اجتماعية لضمان التوازن العاطفي للأجيال الصاعدة.
وتأكيداً لتضامنها الكامل مع أسرة الفقيد ومع كل الأسر التي فقدت أبناءها في ظروف مشابهة، دعت الجمعية المغربية لتعزيز الصحة إلى مقاربة شاملة توحد جهود كافة الفاعلين من سلطات محلية، ومصالح خارجية، وجماعات ترابية، ومؤسسات تعليمية، وصحية، وأسر، ومجتمع مدني، وإعلام، وتحملهم مسؤولياتهم المشتركة في حماية حياة أبنائنا وبناتنا.
كما أكدت على ضرورة دعم مبادرات الدعم النفسي والاجتماعي لليافعين، وتمكين المؤسسات التربوية من أدوات الكشف المبكر والتدخل الوقائي واللجوء إلى المساعدة عند الحاجة، كما تطالب بإنشاء مدارس معززة للصحة وتقوية القدرات في المهارات الحياتية بما يطور مهارات التواصل، وإدارة الضغوط، وتقدير الذات لدى الأجيال الصاعدة.
وجددت الجمعية التزامها بمواصلة برامجها التحسيسية والتكوينية في إطار مشروعها الرائد "Mentally"، الرامي إلى تعزيز الصحة النفسية والوقاية من السلوكيات الخطرة داخل المؤسسات التعليمية بإقليم الجديدة، وذلك عبر التحسيس، والتكوين، ودعم خلايا الإنصات، ومواكبة الأندية الصحية.
وأعربت الجمعية المغربية لتعزيز الصحة عن إيمانها بأن كل حياة تُنقذ هي مسؤولية مشتركة، وأن الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال والشباب هو استثمار في مستقبل الوطن بأكمله.






