1 فيلم ''الجميع يحب تودا'' من إخراج نبيل عيوش وبطولة نسرين الراضي
من أضعف افلام نبيل عيوش في كل عناصره، فقير في حبكته وبنائه الدرامي، فقير في موسيقاه وفي صورته... باختصار فيلم فقير في سينماه كلها، أراده أن يبوح لنا بشيء ما فكان عملا أبكم، لم نفهم منه شيئا على الاطلاق، لاهو بفيلم غنائي ولا موسيقي ولاتاريخي ولادرامي ولاتجريبي... حاول أن يستثمر فيه تراثنا وفننا الشعبي، ثنائية الشيخة الشريفة والعيطة، فكان الاستثمار مفلسا، أحداث غير متناسقة، أغاني وموسيقى هجينة، ترافقها اصوات بشعة، لا علاقة لها بهذا الفن العريق، نسرين الراضي التي رافقتها كاميرا عيوش من البداية الى النهاية، هذه الممثلة التي احتكرت كل المشاهد، حاولت حقيقة ان تكون، فلم تكن للأسف، فضاع اجتهادها بين زحمة اللاشيء.
كان من الممكن ان يخلق لنا نبيل عيوش بامكاناته المادية وحتى الفنية والتقنية وكل الابواب المفتوحة أمامه، فيلما يغازل الفن العيطة بشكل احترافي وفني أرقى وأجمل من هذا العمل المفلس، ليكون بذلك وثيقة سينمائية متكاملة، لكنه اختار للأسف السبيل الأسهل والأفشل.
2 فيلم ''مروكية حارة'' من إخراج هشام العسري وبطولة فدوى طالب
صور كاريكاتيرية ومواقف مبعثرة دون حبكة توحدها، مجرد كليشهات متداولة حد الابتذال، الكل يعرفها ويعيها وعولجت بكثرة في أفلام وأعمال عديدة، وبمعالجات وحبكات أكثر قوة وعمقا، هو الهامش الكازاوي والمغربي بكل عناصره وأبعاده لكن دون عمق تحليلي ودون روح إبداعية ملموسة، ودون صور بصرية تحول سوداوية الهامش وقُبحه الى إبداع جمالي قابل للهضم، فقط كاميرا متسكعة وتائهة بين شوراع الدار البيضاء وأزقتها، تلتقط شخوصا ومواقف من هنا وهناك كيفما اتفق ودون هدف واضح، حوارات ومونولوجات هامشية يتسم الكثير منها بالارتجال السطحي أكثر منه كوميديا مدروسة، الشيء الوحيد الذي وجدته في هذا الفيلم هو التشخيص القوي للفنانة فدوى طالب، التي كانت حاضرة فيه بكامل أناقتها الإبداعية، وأبدعت فيه بحضورها وكاريزماتها وتلقائيتها.
3 فيلم ''صمت الكمنجات'' من إخراج سعد الشرايبي وبطولة عزالعرب الكغاط وعادل أباتراب ومريم بوعزاوي...
فيلم متواضع جدا بإيقاع بطيء وأسلوب إخراجي تجاوزه الزمن، وحوار نمطي مفكك جمع لغات متعددة -زادت من ضعفه وتفككه- دون مبرر درامي... نقطة قوته تتجلى في التشخيص القوي لعز العرب الكغاط الذي تألق حقا في هذا العمل وترك بصمته فيه واضحة، بالإضافة الى عادل أباتراب، واجتهاد واضح من الشابة مريم بوعزاوي، الفيلم حسب صناعه يعالج التباين بين جيلين موسيقيين، وبين الموسيقى التراثية والآلة الموسيقية الغربية، وهذا ما لم أرصده شخصيا بل افتقدت فيه روح الموسيقى وحلاوتها رغم أنه غني بمشاهد موسيقية، ووصلات غنائية، لكن أنا شخصيا لم يصلني أي شيئ من وحي هذه المشاهد الموسيقية/السينمائية، ولم أشعر طيلة الفيلم أنني فعلا أمام دراما موسيقية متكاملة الأبعاد والعوالم، كل ماوصلني منه أنه نسخة مغربية متواضعة لجزء من قصة بيتهوفن... وبين هذا الصخب اللاموسيقي يحكي الفيلم قصة حب ضعيفة في دراميتها بين البطل وزميلها في المعهد، لتنتهي بنهاية ومشهد ختامي لن أقول عنه سوى أنه مشهد ساذج للأسف.
