فن وإعلام

مهرجان ثويزا بطنجة: لقاء مفتوح يناقش سياقات حوار المغرب والمشرق

كفى بريس(وم ع)

 

 

 استضاف المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة أمس الجمعة، حوارا مفتوحا جمع المفكر السوري برهان غليون وأستاذ العلوم السياسية المغربي محمد الطوزي بتسيير من المؤرخ والباحث امحمد جبرون، بحضور ثلة من الفاعلين والمهتمين بالحقل الفكري والسياسي.

وقارب اللقاء الفكري، المنعقد ضمن برنامج النسخة الثامنة عشرة لمهرجان “ثويزا”، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، تحت شعار “إنما الأمم الأخلاق …” سياقات “حوار المغرب والمشرق”، بما ينطوي عليه من قضايا العقيدة والشريعة وعلم الكلام والفلسفة، إلى جانب قضايا السياسة وأسئلة الإسلام السياسي والديمقراطية، وغيرها.

وفي هذا السياق، توقف برهان غليون، في معرض حديثه خلال اللقاء، عند الإشكاليات التي تواجه الحريات والمساواة بالعالم عموما والمنطقة العربية على وجه الخصوص، معتبرا أن “ما ينبغي على الديمقراطية أن تجيب عنه هو الصراع داخل المجتمع بين الناس من طبقات وجماعات على الموارد المادية من الدخل وفرص العمل، والموارد المعنوية من الكرامة والاعتراف وحق التعلم والترقي”.

وأكد المتحدث ذاته على أن الديمقراطية يجب أن تحل هذه المشاكل لتفادي اختلال ميزان التوزيع وتقسيم العمل، حتى لا يعمد الناس إلى مواجهة النظم السياسية، ولتكون صمام أمان يجنب المجتمعات الدمار والحروب، التي تمنع الاستقرار وتدمر الموارد، وتخلق مشاكل كثيرة.

من جهته، سجل محمد الطوزي أن اللقاء شكل مناسبة لـ”مطارحة مفاهيم معقدة من قبيل الديمقراطية وأزمة الديمقراطية التمثيلية والمسطرية، مع مواكبة الواقع المغربي والعربي، والخطوات التي قطعتها المملكة على مستوى تدبير الشأن العام والإكراهات المطروحة على هذا المستوى”.

وأوضح الطوزي، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن “التحديات التي يعرفها العالم اليوم سواء المتعلقة بالمناخ واستمرار الأزمات السياسية والاقتصادية، مرتبطة بما تمثله الديمقراطية في خضم ذلك من مكسب يتطلب صراعا للحفاظ عليه ونمائه، مع تدبيره بشكل سلمي”.

بدوره، ذكر جبرون بأن “المغرب جزء من العالم وليس جزيرة معزولة أو مفصول عن العالم وديناميته، وهو متأثر بالتوجه الدولي نحو الدمقرطة التي بلغت موجتها ذروتها أواخر التسعينيات، في مقابل تراجعها في السنوات الأخيرة”.

ورأى المتحدث ذاته، في تصريح مماثل، أن “المغرب في المرحلة الراهنة وبالنظر للتحديات الداخلية والخارجية والتهديدات التي تواجهه كالمرتبطة بالوحدة الترابية وبالأمن الإقليمي جعلته يتخذ مجموعة من الاختيارات الاستراتيجية وأهمها تلك المتعلقة بالنموذج الاقتصادي”.

وأبرز أن “النموذج الاقتصادي للمغرب أصبح ناجحا وملهما بحكم عدد من المشاريع الكبرى التي غيرت وجه البلاد وصورتها، فضلا عن مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع عدد من الدول الكبرى والقوى العظمى كالاعتراف الأمريكي بمغربية الأقاليم الصحراوية للمملكة، بما يشكله ذلك من تحالف استراتيجي كبير”.

وخلص إلى التأكيد على أن “المغرب بلد دينامي حيوي متأثر بما يجري في العالم مع توفره على مناعة وقدرة على التأقلم مع التحولات”.

يذكر أن هذه الدورة من المهرجان تتميز بتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية، ومعارض للكتاب وللفن التشكيلي وللمنتوجات الحرفية المغربية التقليدية والمجالية، وبأمسيات موسيقية متنوعة.

كما يحتفي المهرجان بثقافة الحوار والانفتاح والتسامح من خلال ندوات ومحاضرات ومعارض وسهرات موسيقية بمشاركة مبدعين ومفكرين وفنانين من داخل وخارج المغرب.