صحة وعلوم

باحثون مغاربة يحللون جينوم "كورونا" لتحديد السلالات الجديدة

كفى بريس

تمكن باحثون مغاربة من تحليل جينوم 32 عينة عشوائية لفيروس “SARS-CoV-2” بجهة سوس ماسة، مستخدمين أحدث التقنيات والمعدات المستعملة عالميا في الميدان، من بينها تقنية “NGS /Ion Torrent” التي تمكن من قراءة جينوم كامل خلال فترة وجيزة.

وانخرط الفريق المكون من أساتذة وطلبة باحثين من كليتي العلوم والطب والصيدلة ودكاترة متخصصين من المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، كل حسب اختصاصه، منذ بداية الوباء، لوضع برنامج أولي ميداني لتشخيص وتتبع فيروس كورونا المستجد بجهة سوس ماسة.

 وأسفر التحليل المعلوماتي للبيانات الجينية على أن السلالة السائدة حاليا هي السلالة الأوروبية المتميزة بالطفرة “D614G” في بروتين “S” (الشوكة)، والطفرة “P323L” في بروتين “RdRp”، وذلك بالمقارنة مع السلالة المرجعية “سلالة ووهان الصينية”.

وخلص الفريق إلى عدم رصد السلالات المتحورة (سريعة الانتشار) التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، وهي السلالات المتحورة المتميزة بعدة طفرات من بروتين “S”، من بينها “N501Y” و “K417N” و”E484K”، فيما أشار العمل البحثي إلى أن “هذه البيانات الأولية وجب تعزيزها بتحليل عدد أكبر من العينات وبطريقة دورية”.

وأكد الفريق البحثي أن التحول الجيني يتميز بظهور طفرات بطريقة عشوائية وتصاعدية مع تكاثر وانتشار الفيروس، لكن الأهم يتمثل في معرفة مدى تأثيرها على صحة الإنسان، وعلى تقنيات التشخيص وفعالية اللقاحات، مما يفرض التفكير في وضع آلية خاصة لتتبع هذه التغييرات الجينية في إطار برنامج يقظة جينومية على الصعيدين الجهوي والوطني.

وشدد أعضاء فريق البحث على ضرورة تعزيز البحث العلمي والاستثمار فيه عبر توفير البنية التحتية والبيئة المناسبة وإحداث شراكات مع القطاع الخاص، وذلك من أجل مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية في مجال الصحة عامة، ومكافحة الأمراض المعدية خاصة.

وتعد هذه النتائج العلمية التي لا تزال في مراحلها الأولية، تمرة التمويل والشراكة مع الوزارة الوصية والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني وكلية الطب والصيدلة بأكادير، تحت إشراف جامعة ابن زهر.