عندما تتدخل قامة فنية وفكرية وازنة، من طينة دينزل واشنطن، لحماية مواطن اسود اعزل من قبضة باطشة لشرطي ربما كاد ان يضغط على زناد مسدسه لابسط احتكاك.. فاعلم ان الانتفاضة المسماة I can't breathe بدأت تتهيكل اكثر وتأخذ منحى واعي، سيوقظ في الأمريكيين وفينا ما زرعه مارتن لوثر كينغ ومالكوم اكس وكثير من مناضلي دعم حقوق السود بأمريكا والعالم..
ولأني لا أومن بذكاء النظام البوليسي المسلح بالولايات الأمريكية المتحدة، لعدم جاهزيته لتعديل مساطره وقوانينه الفجة في تنقيط المواطنين السود، و لأنني أقر بتصلب شرايين المجتمع الأمريكي الأبيض سليل الفيودالية المتعصبة المستعبدة للزنوج، وعدم اعترافها لا الحضاري ولا الثقافي ولا السياسي بمساواتهم الدستورية التامة مع ذوي البشرة السوداء... ولأني أومن اننا لا نستحم في النهر مرتين، فإنني أجزم بأن المواطن الأمريكي الأسود  (على الأقل المثقف والمنخرط كالسيد واشنطن) لن يقبل ابدا بالعودة بالمجتمع الأمريكي لتلك الزنوجة négritude الدموية التي عاشها في بدايات تشكله لغاية الأمس القريب... ولن يسمح بعنف الدولة الممارس على السود... و للتذكير فإن ملامح ذلك العنف لا تتجلى فقط في عنف الشرطة، بل له سمات اكثر تجذرا وهيكلية تحميها منظومة محكمة ومطبقة على حقوق السود الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..