سياسة واقتصاد

المغرب يعزز مكانته العسكرية عبر مناورات استراتيجية وشراكات دولية

المصدر:الحسين بكار السباعي – محامٍ وباحث في قضية الصحراء المغربية، نائب رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية

يواصل المغرب ترسيخ موقعه كقوة إقليمية من خلال استراتيجية دفاعية متكاملة تجمع بين تطوير قدراته العسكرية وتعزيز تحالفاته الدولية. وتعد المناورات العسكرية التي تحتضنها المملكة، سواء في الصحراء المغربية أو بالقرب من الحدود الشرقية، أكثر من مجرد تدريبات روتينية، إذ تهدف إلى رفع الجاهزية الدفاعية ومواجهة التحديات الأمنية. ويبرز التعاون العسكري كركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية، حيث يشارك الجيش المغربي في مناورات مشتركة مع دول كبرى مثل بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة، ما يعزز التنسيق العملياتي وصقل المهارات القتالية. ومن أبرز هذه التمارين، مناورات "جبل الصحراء" التي تجمع بين القوات المغربية والبريطانية، إضافة إلى مناورات "الشركي" مع فرنسا، والتي تشمل تدريبات في الدفاع الجوي والمناورات البرية والبحرية لضمان جاهزية تكتيكية متقدمة.
إلى جانب ذلك، تعزز مناورات "الأسد الإفريقي"، التي يتم تنظيمها سنويا بالتنسيق مع القيادة الأمريكية في إفريقيا، مكانة المغرب كشريك رئيسي في الأمن الإقليمي. وتشمل هذه التدريبات محاكاة سيناريوهات قتالية متطورة، وتنسيق عمليات التدخل السريع، مما يؤكد دور المملكة في الاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب. ولا تقتصر أهمية هذه الشراكات العسكرية على تعزيز القدرات الدفاعية، بل تساهم أيضا في دعم العلاقات الدبلوماسية وتحقيق توازن استراتيجي في المنطقة. فبينما يواجه خصومه عزلة سياسية متزايدة، يواصل المغرب نهجه القائم على القوة العسكرية المدروسة، والدبلوماسية الحكيمة، والتحالفات الذكية، ليظل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن والاستقرار بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل.