قضايا

حين تصيب "كورونا" جسم الصحافة

إدريس شكري

رغم أن وباء "كورونا" الذي  دخل البلاد، قادما من إيطاليا، في وضعية عادية، و الحمد لله، فإنه يبدو متفشيا في بعض الأجسام التي تصر على نسب نفسها للصحافة، رغم أنه لم تثبت يوما أنها تمتلك "الأهلية" لممارسة المهنة، لذلك تراها تفتعل الكذب تلو الكذب، وتصدقه، كما حدث لها مع "البطاقة الصحية للمسافر"... و "منع دخول كورونا إلى البلاد..."، وهو ما يقتضي من المجلس الوطني للصحافة أن يشكل خلية أزمة لتتبع الوضع الوبائي، و وضع الذين تظهر الأعراض عليهم، تحت الحجر، والتخلص من الجثث، في حالة ما، لا قدر الله، لم تتماثل إلى الشفاء، وكان مصيرها الهلاك.

فمن دون أدنى احترام لأخلاقيات مهنة الصحافة، شن الكثير من المحسوبين على هذه المهنة، شفاها الله، من العلل والأسقام التي أصابت جسمها الذي أوهنه المرض، حملات مسعورة لتهويل "الحالة"، والهجوم على وزير الصحة ومدير الأوبئة وحتى المكلف بالاتصال، لأنهم يريدون، على حد زعمهم، معلومات في كل دقيقة، رغم أن المغرب لم يسجل منذ ظهر "الفيروس" سوى حالتين مؤكدتين، قدمتا معا من إيطاليا.

ولم ينج حزب العدالة والتنمية نفسه من حملتهم، لمجرد أن أمينه العام، سعد الدين العثماني،  ارتأى تنظيم مهرجان خطابي في العيون، السبت، غير أن عبد القادر عمارة بالضبط ، ( رغم أنه من نفس الحزب )، مستثنى من أي هجوم، بل ينال كل المدح والإطراء، و ترفع أكف الضراعة  لله بالنجاة له من "الكسايد"، و لا بأس، والحالة هذه، أن يحمل عجلا إلى ضريح مولاي عبد القادر، ما دامت الحكومة استثنت المواسم من المنع، لما تتوفر عليه من بركات قد تدفع الشر عن مستعملي الطريق.

أما التجمع فقد ارتأى أن يؤجل مواصلة مبادرة برنامج "100 يوم 100 مدينة"، أو العكس، فأحيانا تتشابه علينا أسماء البرامج، لكن ليس كما تتشابه الأبقار والعجول على قوم موسى.

و على الذين يتبعون السامري أن ينتظروا مصيره.