على باب الله

أغنياء الجفاف... حرب الشعير لن تقع

المصطفى كنيت

كما أن هناك " أغنياء الحرب" هناك " أغنياء الحفاف"، و من الآن شرع هذا النوع من الانتهازيين، الذين يتاجرون في مآسي الناس في شحذ سكاكينهم من أجل نيل حصتهم من " غنيمة" الشعير المدعم، المخصص كعلف للماشية لإنقاذ الكسابة من خسائر موسم جاف..
الغنيمة في هذه الحالة غنيمتان،:
الأولى: انتخابية، حيث شرع بعض المنتخبين، في المنّ على الناس بهذه النعمة التي وضعت السلطة المحلية، في عدد من المناطق المتضررة، بيضها في سلتهم، و تخلت عن دورها في الحرص على الشفافية التي تقتضيها النزاهة الفكرية، و الأخلاق، لضمان التساوي في الحصص بين الكسابة و الاحتكام إلى عدد الرؤوس التي يمتلكونها، و التي يتوفر على أعدادها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ( أونسا)، باعتباره الجهة التي تتولى عملية ترقيم القطيع الوطني من الأبقار و تلقيح كل القطيع من أبقار و أغنام و معز ضد الأمراض و الأوبئة..
لقد أرادت السلطة أن ترمي جمرة توزيع الشعير في جحر الجماعات، فتلقفها البعض أملا في أن يطبخ عليها طنجرته الانتخابية أو يفوتها لـ "الشناقة" الذين لهم فيها مأرب أخرى أو إلى "الحياحة"، الذين يسوقون الناخبين كالقطيع إلى صناديق الاقتراع.
لكنها ( السلطات المحلية) نسيت أنها تنفخ عن جذوة الغضب التي قد تتحول  إلى لهيب مستعير للاحتجاج.
و في هذه الحالة عليها أن تتحمل مسؤوليتها، لأنها عوض أن تمارس دورها في الحفاظ على الاستقرار وتوفير الظروف لإعطاء الإنسان الشعور بالأمن، تغذي الفتنة محاباة لهذا الطرف أو ذلك.
الثانية: تجارية حيث أن بعض المنتخبين، سيحصلون على حصص تفوق حاجيات الدائرة الانتخابية على حساب سلب دوائر أخرى نصيبها، و غصبها إياه بأساليب فيها الكثير من النصب و الاحتيال و التواطؤ.
و مع ذلك فإن حرب الشعير التي انخرط فيها بعض رجال السلطة و أعوانها و بعض المنتخبين ( المنتهبيين) لن تقع، لأن للمواطنين من النضج ما ينأى بهم عن خوض حروب وهمية، يريد أن يشعلها أغنياء الجفاف، لكن، نعتقد، أن عيون وزارة الداخلية لا يمكن أن تنام أو تتغاضى على من يستهويه التلاعب  ( من رجالها وأعوانها)،عن جهل أو عن قصد، في سياق الحرب على الفساد و جيوبه، التي ألفت أنْ تقتات على الفتات المتبقي في  الموائد حتى عندما يكون مخصصا للبكماء من الأنعام و البهائم.