على باب الله

كل حزب بما لديهم فرحون

مصطفى كنيت

صحيح أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، لكن كما يقال لا نار بلا دخان، أما قضية سعيد الناصري و عبد النبي بعيوي، فهي اللهيب عينه الذي يحرق جلباب السياسة، و جبة الرياضة.

 و في هذه الحالة لا يصلح الركوب على قرينة البراءة مادام التحقيق قد كشف عن الكثير من قرائن الإدانة، التي استغرق جمعها مسارا طويلا من الأبحاث، أما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون الظن، و ما تهوى الأنفس الأمارة بالسوء.

و لحد الآن، لا يزال الذين أومأت إليهم رسالة حكيم بنشماس، الأمين العام السابق لحزب " البام" يلودون بالصمت، رغم أن أحدهم، سبق الاعتقال بيوم أو شهر أو سنة، رافعا شعار قرينة البراءة.

صحيح أن الجرار جمّد عضوية الناصري و بعيوي، لكن قيادة الجرار سواء التي تهتم بشؤون البيض و الدجاج أو التي تحاصرها صفقة النقل المدرسي، لا تزال تنتظر نصيبها من الزلزال، لأن طريق العدالة، و إن كان بطيئا، فلا بد لها من الوصول، و إرادة الدولة في محاربة الفساد صارمة.

أما جامعة كرة القدم، فهي أيضا مطالبة بإصدار بلاغ، لأن أحد أعضائها " الكبار"، ليس فقط في حالة شرود بل في حالة تلبس بالجرم المشهود، مع ما لذلك من تأثير على صورة هذه الرياضة، و شعبيتها، و شرف فريق بحجم الوداد.

لكن " رُفْقَتُ منْ ولى تتربي البلا "، و ها هو البلاء عينه، الذي كنا في غنى عنه، يأتي ممن لم يقدر ثقة و لا موقعا و لا مهمة و لا منصبا.

و لا شك أن في تبلابيب الأحزاب، العديد أو على الأقل بعض هذه النماذج، التي ترضع من ثدي الفساد، وتعضّ على اليد التي أحسنت إليها، و مع ذلك ف :" كل حزب بما لديهم فرحون"، و هذه هي الصخرة التي تتآكل عليها ثقة المواطنين في الأحزاب، و على عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة أن يسحب ما صرّح به يوما، 

حين قال ما معناه:"لن نسمح للجمعيات الحقوقية برفع شكايات في قضايا الفساد ضد المنتخبين"، تحت هاجس أن لا تجد هذه الأحزاب مرشحين ( في المستقبل)...

و على رأي الحكمة الشعبية:" ابْك و حاول على عينك من الدموع"، لكن الدموع لا تجد سبيلا إلى عيون، الذين قست قلوبهم على هذا الوطن.