على باب الله

الحكومة تقول "باع" قبل العيد الكبير

المصطفى كنيت

لم يعجب  الخطاب الملكي، بمناسبة عيد العرش، الذي رفع الحُجب المستورة عن مساوئ المقصورة، وعدّد بجرأة نادرة، الأعطاب التي تعرقل تحقيق طموح عاهل البلاد في أن يلتحق المغرب بركب الدول المتقدمة، كتائب حزب العدالة والتنمية، الذي يبدو أنه أصبح يتوفر على "انتحاريين" على صفحات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، يطلقون فيها سمومهم، في محاولة يائسة للتغطية عن عجز "البيجيدي" في تدبير شؤون البلاد، طيلة ثماني سنوات خلت.

وعلى رأي المثل الشعبي: " لي ما مولف ببخور تيتحرقو جلاليو"، لكن في حالة البيجيدي " الفوقية" أو كما يقولون في البادية "القشابة" احترقت على آخرها، لذلك، خرج بنكيران قبل أيام صارخا " أنا باقي حي"، و خرج بعض انتحاريي حزب "القنديل" بتدوينات، مباشرة بعد صدور قرار العفو الملكي  على السجناء، و بث خطاب العرش، تحاول "التشويش" عن المضمون القوي الذي يحمله.

في الواقع "البيجيدي" هو عنوان فشل مرحلة دامت ثماني سنوات، وعلى الذين صوتوا عليه أن يتحملوا تبعات اختيارهم إلى غاية 2021، أما المغاربة، فلا يمكن أن يواصلوا الانتظار، لذلك قرر الملك تشكيل لجنة للانكباب على إعداد نموذج تنموي جديد، بعد أن قالت الحكومة "باع" في صياغة هذا النموذج قبل العيد الكبير.

ليس عيد الأضحى الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام، والذي لن يستطيع العديد من المواطنين شراء " كبشه" بسبب الفقر، والهشاشة الاجتماعية، التي تفاقمت في ظل حكومتي بنكيران والعثماني، ولكن الدخول السياسي المقبل، حيث سيكون على العثماني أن يضحي بالكثير من أعضاء حكومته، الذين حازوا على الحقائب الوزارية في إطار توزيع "الغنيمة" بين الأحزاب، من دون أن تتوفر فيهم شروط الكفاءة المطلوبة لإدارة القطاعات التي أوكلت إليهم...بعضهم لا نكاد نراه يقوم بنشاط رسمي، وبعضهم يجهل المغاربة اسمه، ومهمته.

و منذ تنصيب حكومة العثماني، إلى الآن، كان الوقت كافيا، ليتبين الخيط الأبيض من الأسود، والغث من السمين، من دون التذكير بأن عددا من وزراء وكتاب الدولة سبق أن أعفاهم الملك محمد السادس في أكتوبر 2017.

و في هذه المرة أعطى ملك البلاد لرئيس الحكومة الوقت الكافي، وأمام رؤوس الأشهاد: الشعب، من أجل اقتراح كفاءات، تستطيع أن تواكب الإيقاع الذي يضمن للمغرب القضاء على الفوارق الاجتماعية و المجالية.

وقبل أيام كتب الروائي المصري الكبير علاء الأسواني تدوينة عن "البراق": ختمها بالقول " رأيته إنجازا كبيرا، تجب تهنئة المغاربة عليه".

و لن يكون بوسعنا إلا أن نهنئ سي العثماني، إذا ما نجح في هذه المهمة التي كلّفه بها الملك.