على باب الله

الثعلب الذي يظهر و يختفي

المصطفى كنيت

ظهر الثعلب من جديد، عاد إلى الحظيرة، لم يفر كما فر الثور ، في قصيدة  احمد مطر الشهيرة. كانت مجرد إشاعة كذبها بلاغ رسمي.

غرد الثعلب:

"اتفقا:" على الصمت"...صمت الحملان، فليس في مصلحتهما الكلام، 

فلن يرحل الثعلب عن الحظيرة.

و لكننا نرفض أن نمنحه فرصة أخيرة...

لا نريد أن يستمر في افتراس 80 كتكوت في الشهر، بعد أن رمى كرتنا في سقر.

و ما أدراك ما  سقر، يساعده سبعة عشر...

شداد غلاظ ينالون حظهم من الغنيمة.

لا تهمهم المستديرة.

لكن الأكيد، أن رحيل الثعلب، مسألة وقت، لا أقل ولا أكثر، يحتاج الإعلان عنه إلى بعض الترتيبات.

ثمة صفقة تُطبخ على نار هادئة في الخفاء، لكن رائحتها بدأت تصل إلى أنوف، الذين يشمون أحسن، أو كما قال شاعر مجهول:

أنفك سيد كل الأنوف    ///  أنت في الرباط وأنفك في مكة يطوف.

لقجع يلوذ بالصمت، يحسب أيامه، التي قدر له الله على رأس الجامعة.

و المغاربة يرددون مع الست أم كلثوم:

" ما تصبرنيش بوعود

 وكلام معسول وعهود

 انا يا ما صبرت زمان
على نار وعذاب وهوان

 هي غلطة ومش ح تعود"

المغاربة لا يهمهم هذا الهروب الكبير إلى الأمام، الذي يمارسه لقجع، الذي لم يعد يهمهم هو نفسه.

فقد صرح قبل "الكان": " لن نرض بغير النهاية"، لكنه رضي بالمغادرة من دور الـ 16 فقط، لأن على رأي المثل: "حساب الكاشوش ما تيخرجش"، والجمهور اليوم لا يرضى بغير رحيله عن الجامعة، و رحيل الثعلب، قبله أو بعده، لا يهم.

الجمهور المغربي، أصيب في كرامته، أحس بالذل والحكرة، وأحس أنه كان ضحية أكذوبة كبرى، و لم يعد يتحمل أن يكون ضحية للمزيد من المكر.

الجمهور المغربي لن يرض بغير نهاية لقجع.

فليترك لنا كرتنا...

و يرحل، تماما كما رحل الذين من قبله.