مجتمع وحوداث

سقط القناع... الزفزافي ومن معه يبحثون عن بريق جديد بالمزايدة على الوطن

كفى بريس

بكل جرأة ووقاحة منقطعة النظير، وجه ناصر الزفزافي وأربعة آخرين من المعتقلين بسبب الأحداث التخريبية التي شهدتها الحسيمة. رسالة إلى وزارة العدل يطالبون فيها بإسقاط الجنسية المغربية عنهم.
وبذلك يكون قد تبين الخيط الأبيض من الأسود، وأعلن الصيام عن اكل وجبة "حقوق الإنسان"، كما أن فطور هؤلاء هو من لحم الانتماء إلى وطن أعطاهم كل شيء وأعادوا له جميله بالخراب المادي و المعنوي.
اليوم... ومع هذه الرسالة التي يراد بها تحريك الراكد من البرك الآسنة، وإعادة الأضواء إلى شخص ظن نفسه في لحظة هاربة نجما ساطعا و "زعيما تاريخيا". نعلم علم اليقين أننا امام نفوس لا تحمل من الوطنية سوى بطاقة التعريف والهواء الذي تنفسته طيلة حياتها وملح البلد الذي يبدو أنه لم ينفع مع "ركابي" لا تؤمن إلا بالخيانة.
وقبل الحديث عن الوطنية والغيرة والإنتماء وكل الكلمات التي تنهل من قاموس الشرفاء، نقول للزفزافي ومن معه، أن الوطن لم يتخل عنهم رغم أنهم تخلوا عنه، الوطن لم يرميهم بعيدا، بعد أن ركلتهم مؤامرات لم تنجح في تحويل عود الكبريت إلى شمعة. تلك المؤامرات التي وظفتهم ولا زالت توظفهم وتوظف ذويهم، لن تلتفت إليهم بعد انقضاء الغرض سواء بالنجاح لا قدر الله أو الفشل وهو ما تم والحمد لله.
اما المطالبة بإسقاط الجنسية المغربية، فهي مزايدة مجانية لكنها خطيرة، مزايدة تسير في إتجاه العدم، إن لم تنجح في الإبتزاز، وليس للوطن يد تلوى يا هذا، إما أن تكون مغربيا أو لا تكون، وشرف لك أن تحمل هذه الجنسية التي قاتل من اجلها الرجال الصناديد في سنوات خلت، ولا زال جيل أمس واليوم والغد يشكل حلقة متواصلة من حماة الوطن الشرفاء.
ومن أجل الفهم الجيد لهذه الخطوة التي هي "زلقة" في حقيقة الامر، فعلينا أن نعيد عقارب الساعة إلى أمس ونسنرجع ما راج وما يروج، وما يتم إختلاقه من إدعاءات لم تنل من مصداقية القضية التي حوكم بسببها هؤلاء المختلين وطنيا.
من اجل الفهم، علينا أن نعلم أن هؤلاء لا يسعون إلى الحرية أو الحقيقة، إنهم يسعون إلى الخراب وخدمة السيد الذي يمدهم بكل الحيل والمناورات من اجل ضرب الوطن.
واليوم بإعلانهم هذا ومطالبهم تلك، نكون قد وقفنا على حقيقة ساطعة، أنه لا وقت نضيعه مع من يزايدون على وطنيتهم، ويبيعون جنسيتهم مقابل بضع كلمات وكثير من المكاسب لا يعرفها إلا هم و من يحركهم.
ورغم ذلك فالجنسية لا تسقط، عمن سقط في حفرة البؤس الروحي و الفكري، الجنسية ليست ورقة أو رقم، الجنسية هوية وإمتداد في الزمان و المكان، وإنتماء لا يحده حتى الخيال..
وختاما نقول للزفزافي إن لم تستح فافعل ما شئت، أنت والبقية معك... الوطن أكبر من ترهاتك..