قضايا

دروس الوزراء المجانية ...

إدريس شكري

لم أكن أعرف أن الوزراء يقدمون الدروس لبعضهم البعض، إلى أن قرأت الخبر، في عنوان بالبنط العريض، على موقع إلكتروني، فقادني الفضول إلى قراءته لاستخلاص العبرة من هذا الدرس الذي قدمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، للسيدة بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن ... و شي حاجة أخرى ربما...

و أحسست بدوار شديد بلغ حتى الغثيان، لأن هذا الدرس المزعوم، هو فقط محاولة مجانية، لتمجيد رئيس التجمع الوطني للأحرار، يندرج في إطار ما يسميه المغاربة " لحيس الكابا"، و يسيء لسي أخنوش أكثر مما يحسن إليه، ولا يسيء إلى الحقاوي بقدر ما يرفع من شأنها...

و يستعرض الخبر الشروط الذي وضعها أخنوش لشغل منصب مفتش عام لوزارة الفلاحة، و تلك التي وضعتها الحقاوي، لشغل نفس المنصب، لا أقل و لا أكثر، مع إقامة مقارنة غريبة تخلص إلى أن الأول يعطي درسا في "النزاهة" للثانية... هكذا، علما أن "النزاهة" لا يمكن تلخيصها في الشروط، التي قد تكون فُصلت على مقاس شخص ما، لإبعاد كل الذين لا يتوفرون على 10 سنوات من الأقدمية مثلا منذ البداية.

و لا غرابة أن الذين يسعون اليوم إلى تلميع صورة أخنوش، وتقديمه بمثابة "المنقذ من الضلال"، هم الذين انخرطوا بالأمس في حملة ضده، باسم المقاطعة، قبل أن تلين قلوبهم، بعد أن قست عليه، فكانت كالحجارة أو أشد قسوة.

و سبحان مبدل الأحوال... فالذين يريدون أن يحتل التجمع صدارة انتخابات 2021 ليعين أخنوش رئيسا للحكومة هم أنفسهم الذين طلبوا، قبل أيام، بتعيين فوزي لقجع رئيسا للحكومة، من دون الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وهم الذين يخصصون حيزا كبيرا لحمقات بنكيران الذي، زعموا، أنه "يقطر الشمع على الملوك العرب"، مع استثناء أمير قطر.

و لا شك أن كثيرا من صحافتنا المسكينة أصابها نوع من الإسهال الحاد تحتاج معه إلى الكثير من الحافظات ...