على باب الله

"ربا" بوليف

المصطفى كنيت

يحرص " إخوان" حزب العدالة و التنمية على العمل بالمثل الشعبي القائل : " الخيمة بلا غدار خاوية" أكثر مما يحرصون على اتقاء الله في هذا الوطن أو مراعاة المصالح المرسلة للناس أو إعمال باقي  مصادر  التشريع الإسلامي من استصحاب و استحسان...
و لا يحرص عدد من قياديي الحزب حتى على أداء فريضة الصلاة في وقتها، لكنهم  حريصون على محاولة إقناعنا أن البنوك "الإسلامية" هي الحل لتمويل مشاريع الشباب، رغم أنها قد تكون أكثر قسوة على الزبناء.

 فأنْ تحمل على جبينك دينار الصلاة، ليس دليلا على التقوى، بل قد يكون ذلك مجرد مرض جلدي يصيب تلك الرقعة  بفعل التماس المتكرر مع السجاد الذي تعلق به الكثير من الطفيليات.

لقد أشهر بوليف ورقة النص، فلا اجتهاد مع النص حتى لو كان المجتهد منهم، وهو في هذه الحالة الفقيه أحمد الريسوني.

و يبدو أن سي محمد، الذي تخونه النجابة، أراد أن يدشن عودة إلى الواجهة بعد أن غادر الحكومة، من الباب الواسع، وتدحرج من رتبة وزير منتدب إلى رتبة كاتب دولة من دون أن ينبس بكلمة واحدة حفاظا على "الجاه" الحكومي، لكن أستاذ الاقتصاد، الذي يبحث عن تقاعد تكميلي ( والعهدة على المواقع التي أوردت الخبر)، لم يجد ما يلقي فيه بدلوه، فتفتقت عبقريته عن التصدي لـ "فتوى" الريسوني، ليزرع الشك في نفوس الشباب، الذين سعدوا للمبادرة الملكية بالاستفادة من قروض بنسبة فائدة لا تكاد تغطي حتى المصاريف، لإقامة مشاريع تذر الدخل وتخلق الثروة  ومناصب الشغل...

ولا ينبغي الاعتقاد أن خرجة بوليف، مجرد تعبير عن رأي شخصي عابر، وإنما موقف مبدئي لدى قاعدة عريضة من "الإخوان"، الذي يدفعون بالشباب إلى احتلال الملك العمومي للشوارع الكبرى بالمدن، لبيع " العطور" و "الكتب المستعملة" و "اليافطات والملصقات" التي تعلق في الزجاج الأمامي أو الخلفي للسيارات... والذين لا يريدون لهم أبدا أن يصبحوا أصحاب مشاريع بل أن يبقوا رهن الإشارة، يلجؤون إليهم كلما أصاب تجارتهم البوار أو صادرت بضاعتهم السلطات المحلية، لاستغلالهم باسم "الإحسان" في الحملات الانتخابية، هذا إذا لم ينفلتوا من قبضتهم ويلتحقون بـ "داعش".

خرجة "الفقيه" بوليف، فيها الكثير من السم، فهي تحريض صريح للشباب على رفض الانخراط في بناء المستقبل، والتحرر من قبضة القدر، وهو ما سيجعل الموالين لمشروع "الإخوان المسلمين" في المغرب يرفضون الانخراط في هذه المبادرة، منتظرين ما سيجودون به عليهم من "بقشيش" للاستمرار في تيههم على ضفاف الشوارع، رغم أن الله سبحانه وتعالي يقول في محكم كتابه: " اليد العليا خير من اليد السفلى".