يضحك العثماني ملأ شدقيه، لم تعد تكفيه الابتسامة... تلك الابتسامة الصفراء، في غالب الأحيان، فقد بسط يده على الحزب و على مفاصيل الإدارة.
و لا شك انه سيوزع ورد على " القنديلات" بمناسبة عيد الحب، مبتسما كالعادة.
و سيحضر ممون حفلات شهير إلى إقامته الرسمية حاملا باقات الورد و أطباق الحلوى و ما لذ من العصائر، لتتوسط الطاولات، فتمتد لها الأيادي الناعمة للأخوات، اللواتي سيحضرن اللقاء التواصلي لحرمه المصون بهذه المناسبة.
و ستتقدم أمينة ماء العينين الجموع، هي على الأقل تستحق الاحترام، لأنها لم تقمع " الحب" الذي نما بين ضلوعها بعد الطلاق، رغم ما سببه لها ذلك من إحراج و ألم جعلاها تكتشف الوجوه من الأقنعة.
هكذا أصبح الحب نقطة في جدول أعمال زوجة رئيس الحكومة، بإيعاز من السيد سعد الدين، و سيغدو بمقدورنا أن نهتف عاش الحب، في حزب لا حب فيه.
و سيصبح الحب، لأول مرة، بعيدا عن الشهوات، التي زينها الشيطان لعمر بنحماد و سعاد، التي لم تكن في المدرسة أو البيت، بل على الشاطئ، التي ساعدته على القذف، و محمد يتيم، الذي قادته الشهوة إلى عشق الممرضة - المدلكة، فتخلى عن أم أولاده التي هجرته في الفراش 10سنوات كما زعم.
و قديما قيل " الحب يصنع المعجزات" و لقد فطن السي العثماني متأخرا لهذه الحكمة، بعد أن أحب كرسي رئاسة الحكومة و مقعد الأمانة العامة، حتى أصابه العمى، و لم يعد يرى إلى أين تسير حكومته بالبلد.
ألست الحب أعمى كما يقال؟
نعم، لكن في القرآن الكريم:" إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".