على باب الله

بيرة زيان و رُطب الفيزازي...

المصطفى كنيت

أحرج اعتراف "مول الكاسكيطة" أمام المحكمة وإقراره  بحجز أربع قنينات من البيرة بحوزته، المحامي زيان، فقال في مرافعته إنها بيرة "حلال"، لكنه نسيّ اسم العلاّمة الذي أفتى بتحليلها، وقال إنه سيبحث عنه، لا نعلم  هل في أزقة فاس العتيقة أم في المخطوطات المحفوظة في مكتبة جامع القرويين.

و لم يجد الأستاذ الزيان ما يقوله للصحافة القليلة التي تابعت المحاكمة بعد رفع الجلسة سوى أن هناك بيرة حلال في السعودية، و نسي أنها تُباع في المغرب أيضا، وأن بيرة "مول الكاسكيطة" ، الذي زعم أنه لم يتناول دواء للاكتئاب الذي يعاني منه قبل تسجيله ذلك الفيديو الذي سب فيه المغاربة، وسارع إلى حذفه، ثم واصل احتساء قنينات البيرة، مكتوب على ظهرها نسبة الكحول التي تحتويها، وليست مستوردة من السعودية.

و في نفس اليوم الذي حلّل فيه زيان البيرة حرّم الشيخ السلفي محمد الفيزازي احتفالات رأس السنة، و كتب في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، بأن عيسى عليه السلام ولد في الصيف وليس في الشتاء، كما يحتفل الناس حالياً، من دون أن يعرف أحد ضرّه من الاحتفال، و الرقص، والغناء، في كل أرجاء العالم.

 وحتى السعودية، ستحتفل هذا العام، لأول مرة في تاريخها، برأس السنة.

استدل الفيزازي على فتواه التحريمية بقوله تعالي : (وهزي إليك بِجِذْع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) وقال بأن “الرطب ينضُج صيفاً كما هو معلوم وليس شتاء”.و ختم بالقول : “فأيام الميلاد الْيَوْمَ يكذبها كتاب الله”.

ولا أظن أن الشيخ الفيزازي، قرأ تفاسير كتاب الله العزيز، بل قرر عمدا التعسف في تفسير الآية الكريمة، واستغلالها على هواه، من باب "البوز" الذي ابتليّ به، لا أقل ولا أكثر، تماما كالزواج الذي اتخذه حرفة جرت عليه الكثير من الشبهات، لكنه لا يزال مسايرا لهواه.

و لو قرأ الشيخ الفيزازي تفسير الطبري، وهو أحد أشهر التفاسير، لأدرك أنه يضرب أخماسا في أسداس.

وجاء في تفسير الطبري بخصوص هذه الأية:

"حدثني محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يقول في قوله: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ " فكان الرطب يتساقط عليها وذلك في الشتاء.
حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّّ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ " وكان جذعا منها مقطوعا فهزّته، فإذا هو نخلة، وأجري لها في المحراب نهر، فتساقطت النخلة رطبًا جنيا فقال لها فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا .

غير أن لا عين زيان ولا عين الفيزازي تقر للبيرة ورأس السنة.