رأي

عبد المجيد مومر الزيراوي: تَذْكِرَةُ " طِيرْ لَجْبَلْ لَخْضَرْ "..

إلى رُوحِ أَبِي .. اللَّهُمَ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ..

التَّذْكِرَةُ شُكْرٌ ؛
الشُّكْرُ سَعْيٌ نَحْوَ المَزِيدِ،
نَوَامِيسُ القَرِيبِ وَ البَعِيدِ،
فَبِأَيِّ أَلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ؟! ..
ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ !
الشِّينُ : شَافٍ عَبْدَهُ
وَ لاَ شَفَاعَة إِلاَّ بِإِذْنِهِ،
الكَافُ : كَافٍ عَبْدَهُ
و كَرِيمٌ بَعَفْوِهِ،
الرَّاءُ رَحْمَةُ الجَبَّارِ الحَمِيدِ،
هُوَ اللهُ كُلّ يَوْمٍ فِي شَانِ..
الشُّكْرُ بِالعَبَراتِ وَ الإِبْتِسَامَةِ،
الشُّكْرُ عِنْدَ تَكْبِيرَاتِ الإِقَامَةِ،
الشُّكْرُ فَوْقَ البِرِّ وَ الإِسْتِقَامَةِ،
الشُّكْرُ حَمْدُ المُبْدِئِ المُعِيدِ،
اللهُ البَدِيعُ مُصَوِّرُ الأَكْوَانِ ..
أَنَا أَقْرَأُ حَرَكَةَ شِفَاهِ الحَبِيبَةِ،
كَرَامَةُ طَائِرِ الجَبَلِ الأَخْضَر *،
إِنَّمَا الحُبُّ فِي الله،
إِنَّمَا العَطَاءُ وَاسِعُ رِضَاه،
إِنَّمَا الحَمْدُ وَ النِّعْمَةُ وَالمُلْكُ !
لِلْغَنِيِّ المُغْنِي المَنَّانِ ..
غُرَّةُ الثَّنَاءِ تَمْجِيدُ الرَبِّ،
ذَو الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ اللهُ !
أَحَدٌ لاَ يَنَامُ لَبَّيْكَ يَا هُو !
وَ الصَّلاَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ،
فَالإِحْسَانُ جَزَاءُ الإِحْسَانِ ..
الصَّفَاءُ سَلاَمَةُ القَلْبِ،
الرَّحْمَةُ كَتَبَهَا اللهُ !
لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ
فِي الجُحُودِ بِنِعَمِ الرَّحْمَانِ ..
الزَّكَاةُ أَفْضَلُ الكَسْبِ ،
الرِّزْقُ تَدْبِيرُ اللهِ!
لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إلاَّ
بِالعَزِيزِ الرَّؤُوفِ بِالحَنَانِ..
الدُّعَاءُ شِفَاءُ الكَرْبِ،
تَضَرُّعُ اللِّسَانِ الرّطْبِ،
سُبْحَانَ اللهِ وَ الحَمْدُ للهِ
وَ حُسْنُ الخُلُقِ أَثْقَالُ المِيزَانِ..
أَشِدَّاءٌ عِنْدَ أَهْوَالِ الخَطْبِ،
وَ لِلهِ العِزَّةُ جَمِيعًا،
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ !
إِنَّمَا الأَعْلَونَ بِالإِيمَانِ ..
أَقْوِياءٌ بِلاَ سُوءِ العُجْبِ،
النَّصْرُ مِنَ اللهِ ،
نَصْرُ اللهِ هِدَايَةٌ !
العَقْلُ حُجَّةٌ عَلَى الإِنْسَانِ ..
أَحِبَّاءٌ نُسَافِرُ بَيْنَ الكُتُبِ،
القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ،
البُشْرَى مَضْمُونُهُ !
وَ جَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانِ ..
شُعَرَاءٌ وَ السُّكْرُ بِالحُبِّ،
نُورُ اللهِ فِي مَلَكُوتِ الرَّبِّ،
المَحَبَّةُ تَزْكِيَّةُ القَلْبِ!
وَ القَصْدُ سَجْدَةُ الغُفْرَانِ ..
سُعَدَاءٌ فِي دُنْيَا التَّعَبِ،
سَعَادَتُنَا بِاللهِ لاَ تُضَام،
يَا سَعْدَ مَنْ سَعِدَ
بِشَرْبَةٍ مِنْ حَوْضِ الجِنَانِ ..
غُرَبَاءٌ مَعَ ذِكْرِ السَّبَبِ،
الأُنْسُ وَ مَعِيَّةُ اللهِ،
الإِغْتِرَابُ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ،
إِسْتِغْرَابُ العُقُولِ تَسْلِيمُهَا،
سَنَفْرَغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ !..
بُسَطَاءٌ فِي أَزْمِنَةِ الكَذِبِ،
التَّوَاضُعُ رِفْعَةٌ عِنْدَ اللهِ،
يَا أَيُّهَا المُخْتَالُ الفَخُورُ!
السَّاعَةُ لَنْ تَخْطُرَ فِي الحُسْبَانِ .
فَالحَمْدُ للهِ ..الحَمْدُ للهِ ،
هِيَ عَذْبَةُ الحُرُوفِ،
هِيَ طَهَارَةُ الجُمَلِ،
هِيَ البَلاَغُ مَعَ غَايَةِ البَيَانِ ..
الحَمْدُ للهِ .. الحَمْدُ للهِ،
فَاتِحَةُ الرَّجَاءِ،
وَ آخِرُ دَعْوَانَا،
الصَّالِحَاتُ بَاقِيَّاتٌ
حِينَ تَكُونُ السَّمَاءُ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ..
الحَمْدُ للهِ ..الحَمْدُ للهِ ،
عِنْدَ كُلِّ صُبْحٍ،
عِنْدَ كُلِّ مَسَاءٍ،
عِنْدَ حَلاَلِ القُبَلِ ،
وَ عِنْدَ سَتْرِ الأَجْسَادِ بِالأَجْنَانِ..
الحَمْدُ للهِ ..الحَمْدُ للهِ،
ضِيقُ العِيشِ يَطُولُ،
قَدْ يَصُولُ .. قَدْ يَجُولُ !،
قَدْ يُحَاصِرُنِي دُونَ كَلَلٍ،
أَعُوذُ بالسَّمِيعِ مِنْ نَفْثِ الفَتَّانِ ..
الحَمْدُ للهِ ..الحَمْدُ للهِ،
فَوْقَ العُسْرَةِ و الضِّيقِ،
فَوْقَ المُصَابِ الجَلَلِ ،
وَ فَوْقَ غِوَايَةِ الشَّيْطَانِ ..
الحَمْدُ للهِ ..الحَمْدُ للهِ،
مَعَ دَوَرَانِ الحَرَكَةِ ،
مَعَ قَوَانِينِ السُّكُونِ،
عِنْدَ سَاعَاتِ الشَّلَلِ،
وَ ضِدّ كَيْدِ الإنْسِ وَ الجَانِ..
الحَمْدُ للهِ .. الحَمْدُ للهِ،
جَامِعَةُ عِلْمٍ مُنْذُ الأَزَلِ،
رَافِعَةُ الخَطَايَا بَعْدَ الزَّلَلِ،
عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّ حِسَانِ ..
فَسُبْحَانَ اللهِ وَ الحَمْدُ للهِ،
يُخْرِجُ النَّجَاحَ مِنَ الفَشَلِ ،
وَ اللهُ أَكْبَرُ أَخْتِمُ قَوْلِي
كَبِلاَلٍ حِينَ نَادَى بِالأَذَانِ ..
*طَائِرُ الجَبَلِ الأَخْضَرِ : تَذْكُرُ المُتُونُ الشَّفَهِيَّةُ الشَّعْبِيَّة " طِيرْ لَجْبَلْ لَخْضَرْ" كَلَقَبٍ لِلْوَلِيِّ الصَّالِحِ بُويَا رَحَّال البَدَّالِي رَحِمَهُ اللهُ ( وُلِدَ عام 890 ه) ، أَسَّسَ زاويَّتَهُ المَعروفَة بِإِسْمِهِ بَعْدَ أَنْ بَلَغَ أَعْلَى دَرَجَاتِ وَ مَرَاتِبِ الصُّوفِيَّة، كَمَا ذَاعَ صِيتُ كراماتِه وقُدُرَاتِهِ الخَارِقَة.  وَ المَرْحُومُ دَفِينُ  زَمْرانْ بإِقْلِيم قَلْعَة السرَاغنَة. وَ قَدِ إِسْتَقَرَّ إِبْنُهُ البِكْرُ سيدي امحَمد بن رحَّال بِمِنْطَقَة أَوْلاَد بوزِيري بإقليم سطات.
*شاعر و كاتب رأي