تحليل

الخيبة البرونزية

عبد العزيز المنيعي

انتهت بطولة العالم لألعاب القوى بقطر، وعدنا كمغاربة بميدالية شرف، حازها العداء البقالي بعد موسم مليء بالتشويق و الأمل... امل في أن يتحقق لنا في أم الألعاب رضا الوالدين والفوز بميداليات ذهبية نستعيد بها ما سبق من مجد تليد..
لكن ما بدأته كرة القدم في أمم إفريقيا بمصر، اكملته ألعاب القوى في بطولة العالم بقطر، وخارت قوى أحلامنا عند عقبة تحقيق أي إنجاز يذكر وبقينا حبيسي الخيبة البرونزية، نترقب مرة اخرى القادم من أيام المنافسات ربما تجود علينا بفرحة مستحقة.
الخيبة البرونزية التي برزت ملامحها كاملة مكتملة في بطولة العالم بقطر، جعلت طعم النحاس يبلغ حلقنا، ونبتلع المرارة الناتجة عن معدن يجلس صاحبه في قاعة انتظار باردة، امام دفء الذهب الذي حازه الأبطال من دول مختلفة.
لكن هذا "السبرديلة" المثقوبة التي لبستها ألعاب القوى المغربية في هذه المنافسة العالمية، لم تكن وليدة كبوة حصان، أو عثرة عداء، بل كانت نتيجة تراكم تفجرت اولى شراراته في البطولة ذاتها، عندما تحول نقاش بين عداء ومدير تقني إلى ملاسنات ولولا تدخل شرطة قطر لكان العنف هو نهاية "النقاش".
صورة ملطخة بالفشل... مدير تقني يعاتب العداء ويسأل عن سبب انسحابه من السباق، و العداء يغضب ويرفع سقف التحدي ويلاجج ويحاول التعنيف أيضا... عداء اخر يهاجم نفس المدير التقني، والسبب هو عدم فوز زوجته بأي ميدالية... المهم "تشربيكة وصافي"، لا رياضة و لا هم يحزنون، ويذهب اجر الاجتهاد مع الذين سبقوا وسابقوا وصنعوا المجد القديم..
الذي لا يمكن فهمه، كيف يسافر منتخب لتمثيل امة في منافسة عالمية، وأعضاؤه على خصام ولا وفاق بينهم، الكل متوجس من الكل، وهذا "حاضي" من "هداك"، و النتيجة خيبة برونزية، لحسن الحظ أن البقالي كان هناك، وإلا لما كنا حلمنا بالبوديوم، و التتويج ولو في المركز الثالث..
شيء ما ليس على ما يرام في رياضتنا..
 شيء ما عالق في حلق الفرح لا يريد الخروج إلى واقع أصاب المغاربة بالقنوط، من كثرة ترقب إنجاز مغربي في رياضات كنا إلى وقت قريب أسيادها..
كنا كلنا نجري مع عويطة ونوال والكروج والسكاح وبوطيب بيدوان وأسماء اخرى بصمت لحظة الفرح المغربي..
كنا..