قضايا

في الحاجة إلى تلقيح قطيع الأغنام لا إلى تعلم زراعة النعناع...

إدريس شكري

على عبدالله الجناتي، مدير المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المعروف اختصارا بـ " أونسا"، أن يتحرك لمواجهة  وباء "الحمى القلاعية"، الذي يفتك بالأغنام، وعلى عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن يوفر الميزانية الضرورية لشراء الكميات الكافية من اللقاح، لتحصين القطيع من المرض، الذي فتك لحد الآن، بعشرات رؤوس الأغنام إن لم تكن المئات...

المغاربة، ليسوا بحاجة إلى تعلم "زراعة النعناع" لأنهم يتقنونها جيدا، و منذ قديم الأزمان، بل بحاجة إلى تدخل " أونسا" لحماية القطيع من وباء ينقله حتى الهواء.

الكسابة، لا يعرفون سببا وجيها يجعل الحكومة تلوذ بالصمت، و تتفرج عن قطيعهم، الذي يواجه خطر انتشار الوباء، مع كل ما يحمله ذلك من تهديد، لثروتهم الصغيرة، التي يراهنون على عائداتها في عيد الأضحى وقبله وبعده.

و ترقيم رؤوس الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى لا معنى له، ما لم تتدخل "الأونسا" للتلقيح القطيع.

و الشفافية تقتضي أن تخرج " أونسا" ببلاغ، تماما كما فعلت عند تسجيل حالات للحمى القلاعية في قطيع الأبقار، وما رافق ذلك من إجراءات، طمأنت الرأي العام، للصرامة التي تم بها التعامل مع الوباء، والتي وصلت حد إغلاق الأسواق.

الكساب لا يخاف من الإجراءات، لضمان سلامة قطيعه، لكن يظهر اليوم أن " أونسا" أو وزارة الفلاحة أو هما معا، تعوزها الشجاعة لإعلان حالة الطوارئ، ويغرقان في الاجتماعات والحسابات، التي قد يدفع الكساب ثمنها في نهاية المطاف.

في مثل هذه الحالات، لا ينبغي التعامل، وفق منطق سياسي صرف، أو حساب اقتصادي، لأن " لي عطاه الله عطاه"، و إنما باستراتيجية " إنقاذ ما ينبغي إنقاذه".