عبد العزيز المنيعي: بدون مقدمات..

مع سبق التقريع و الكشف عن الحسابات المجمدة في ذاكرة الطمع، و العودة إلى سابق الحال وهو من المحال..

قد نختلف حول دروب الكتابة، وتلويناتها وتنويعاتها وأساليبها البلاغية والجمالية، وقد نأتلف حول ما يدعو هذا المبدع دون سواه من إرتداء جبة واسعة في ليل بهيم، أو من إبحار شاعر دون اخر في بحر عميق من الطلاسم و الرموز والصور الشعرية التي لا يعرف كنهها احد سواه، مع الإبقاء على إمكانية التأويل والقراءات المتعددة، نقدية وعاشقة.

لكن لا احد يختلف في كتابة نص قانوني، ومقال يقوم بإستقراء تفاصيل حكم صدر عن مؤسسة القضاء مثلا، لا احد يختلف في كون الجريمة جريمة، والجنحة جنحة، و الجناية هي جناية لا تأويل في ذلك.

لا احد يحيد في تفسير نص قانوني يسن مساراتنا اليومية، ويصنع لحظة الأمان المنشودة من طرف كل المواطنين، لا احد يحابي القانون ولا احد يجامله، لأنه لا يقبل ذلك في مطلق الاحوال.

لكن الخلط الكبير و سوء الفهم الكبير، ان يسيل قلمك بنبضات مسمومة مغلفة بعاطفة مزيفة، كمثل قراءة عاشقة للأحكام الصادرة في حق مخربي الحسيمة. فالبلاغة تنتهي عند عتبات الفوضى، ونيران العواطف تنسحب امام النيران التي اشتعلت في صدر الوطن قبل سيارات الشرطة ورجالها.

سيدي الواهم، أن تكتب رواية، او قصة وتختلق شخوصا ووقائع وحوارات، ليس هو الامر نفسه إن كنت تنوي قول الحقيقة المجردة التي لا ترى سوى البرهان، كتابة الإبداع لا علاقة لها باحكام القانون، وإختلاق الاحداث لا علاقة لها بالواقع مطلقا..

سيدي الواهم، قبل أن تتحدث عن قصة الريف، وسوء الفهم كما قلت، لنتحدث قليلا عن قصة الراكب على موجة دون أن يجيد الركمجة، ونتحدث عن قصة والي معزول بسبب سوء تدبير و تسيير ومحابات وزبونية وما إلى ذلك من كوارث راكمتها قبل أن يتم عزلك. لنتحدث عن قصة "المثقف" الذي يحاول ركوب فرس "الثورة الثقافية"، من اجل غزواته الخاصة وتحرير ما تبقى من احلام السلطة و المال.

سيدي الواهم، رجاء إسحب ما تبقى من حضورك، إلى ظل الصمت ولا تنبز ما لا تستطيع رده عنك، فالتاريخ ليس مجرد كلمات بل هو حكايات رواها بسطاء حاولوا أن يستظلوا بك في مكناس ولم تمكنهم من ذلك،، أنت اليوم تنبري للدفاع عن شباب قلت أنهم تواقون إلى الحرية، وهل الحرية أن تشعل الفتنة في الوطن و تنادي بالتخريب و الفوضى و تهاجم من يعملون ليل نهار من اجل تحقيق الامان والسلام في يومياتنا... أبدا لا يجتمع فائض المكر مع خزان الوفاء، واللعب على حبال واهنة يفضي مباشرة إلى السقوط، وقد سقطت في إمتحان خدمة الناس فلا داعي للإدعاء عكس ذلك...